استفاقت شوارع جهة الدار البيضاء سطات على مشهد غير مألوف، بعدما انطلقت حملة موسعة تقودها السلطات المحلية لتحرير الملك العمومي من الترامي غير المشروع، استجابة لتعليمات مركزية صارمة صادرة عن وزارة الداخلية، تهدف إلى إعادة النظام إلى الأرصفة والطرقات التي تحولت إلى أملاك خاصة دون وجه حق.
في قلب العملية، عرفت عمالة بنسليمان بداية ميدانية مباشرة بعد عيد الفطر، حيث باشرت السلطات،.. مدعومة بعناصر الأمن الوطني والقوات المساعدة، سلسلة من التدخلات على مستوى شارع الحسن الثاني،.. طالت العديد من المحلات التجارية والمقاهي، التي تم هدم واقياتها الخارجية باستخدام الجرافات والشاحنات، في مشهد أثار تفاعلا واسعا بين المواطنين.
ولم تقتصر الحملة على المحلات فقط، بل امتدت لتشمل سائقي سيارات الأجرة،.. الذين ظلوا يحتلون موقعا استراتيجيا وسط الشارع منذ سنوات، ليتم نقلهم إلى موقع بديل،.. في إطار تصور جديد لإعادة هيكلة الفضاء العام وتهيئته وفق معايير حضرية منظمة.
من جهته، دخل عامل إقليم النواصر، جلال بنحيون،.. على خط الحملة، حيث أجرى زيارة ميدانية يوم الأربعاء الماضي إلى جماعة دار بوعزة،.. وقف خلالها على حجم التسيب الحاصل، خاصة بمدينة الرحمة، قبل أن يعطي تعليماته للسلطات المحلية بشن حملة شاملة تستهدف التعديات المسجلة على الرصيف والملك العمومي.
ووفق مصادر محلية، فإن التعليمات الوزارية تنص على ضرورة التصدي لكل من يحول الملك العام إلى نشاط تجاري خاص، سواء عبر كراسي المقاهي، أو الخيام البلاستيكية، أو غيرها من وسائل احتلال الرصيف، وسط مطالب شعبية متزايدة بإعادة الاعتبار للشارع العام وضمان حق الراجلين في التنقل بأمان وكرامة.
ويتوقع أن تمتد هذه الحملات إلى باقي العمالات والأقاليم التابعة لجهة الدار البيضاء سطات،.. بداية من الأسبوع المقبل، في إطار استراتيجية متكاملة لوقف الزحف غير المشروع على الملك العمومي،.. وتحقيق توازن عمراني يحترم القانون والمساحة المشتركة بين الجميع.