شهدت مدينة الدار البيضاء مؤخرا حادثة تسمم غذائي جماعي أثارت قلق الساكنة المحلية، حيث أعلنت المديرة الإقليمية لمستشفى بن مسيك، السيدة اعتماد متواضع، عن ارتفاع عدد المصابين بالتسمم جراء تناولهم وجبة معروفة محليا بـ “الخبزة العجيبة”. وارتفع عدد الحالات حتى مساء يوم الخميس الماضي إلى 63 حالة، توزعت بين مختلف المستشفيات المحلية في منطقتي بن مسيك وسيدي عثمان.
البداية كانت ظهر يوم الأربعاء 4 شتنبر، حين بدأت الحالات بالتوافد بشكل متسارع على قسم المستعجلات بمستشفى بن مسيك. المصابون، وفقا لما ذكرته المديرة، عانوا من أعراض تسمم غذائي حاد بعد تناولهم وجبة “الخبزة العجيبة”، والتي تتكون من الأرز، البيض، البطاطس، ومكونات أخرى غير محددة حتى الآن. الوجبة التي تعتبر شائعة في بعض الأوساط الشعبية في الدار البيضاء، تحولت في هذا الحادث إلى مصدر خطير لتسمم غذائي جماعي.
وأوضحت السيدة اعتماد متواضع أن غالبية المصابين تلقوا العلاج اللازم وغادروا المستشفى بعد استقرار حالتهم الصحية. إلا أن خمسة أفراد ما زالوا تحت المراقبة الطبية بسبب تقدمهم في السن وحالاتهم الصحية غير المستقرة،.. مما يتطلب متابعة دقيقة لاستكمال علاجهم.
وفي إطار التحقيقات الجارية للكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الحادث،.. تم فتح تحقيق شامل من قبل وزارة الصحة بالتعاون مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ووزارة الداخلية. وجرى أخذ عينات من الطعام المشبوه لإجراء التحاليل المخبرية اللازمة،.. بهدف تحديد المصدر الدقيق للتسمم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
ونظرا لعدد المصابين المتزايد، تم توزيعهم على عدة مستشفيات في المدينة،.. من بينها المستشفى الجامعي ابن رشد، ومستشفى سيدي عثمان، إلى جانب مستشفى بن مسيك. وقد ساهم هذا التوزيع في تقديم العناية الصحية اللازمة لكل الحالات وضمان عدم اكتظاظ المستشفيات بشكل يعوق العلاج.
وفي تصريح للدكتور سعيد بنعسلي، مدير مستشفى سيدي عثمان،.. أكد أن حالتين فقط ما زالتا تحت الرعاية الصحية، وهما لطفلين يبلغان من العمر 12 سنة. وأضاف الدكتور أن حالتهما تتطلب متابعة دقيقة بسبب ارتفاع في درجة حرارتهما، وهو أحد الأعراض الشائعة للتسمم الغذائي الحاد.