رغم أهمية المشروع الجديد لتهيئة طريق “تدارت” الرابطة بين المدينة الخضراء ومطار محمد الخامس الدولي عبر النواصر، والذي رصد له غلاف مالي ضخم بلغ 222 مليون درهم، إلا أن غياب عنصر أساسي مثل الإنارة العمومية يهدد بتحويل هذا المحور الحيوي إلى خطر حقيقي على مستعمليه، خصوصا خلال الفترة الليلية.
الطريق، التي تعد شريانا استراتيجيا لفك العزلة عن المدينة الخضراء وتسهيل الوصول إلى مطار محمد الخامس، تشمل وفقا للمعطيات الرسمية تهيئة البنية التحتية، ترميم ونقل الشبكات، وبناء سياج لحماية الغطاء الغابوي المحيط بها. المشروع يشهد مساهمة مالية من جهة الدار البيضاء-سطات تقدر بـ56,8 مليون درهم، ضمن تصور تنموي لتوسيع العرض الطرقي في الإقليم.
ورغم ذلك، يطرح غياب الإنارة العمومية تساؤلات حادة حول مدى استيفاء المشروع لمعايير السلامة الطرقية، حيث يشكو العديد من السائقين من انعدام الرؤية ليلا، مما يزيد من احتمالات وقوع حوادث مميتة، خاصة وأن المقطع يمر عبر مناطق غابوية وفضاءات شبه معزولة.
مصادر مطلعة كشفت لجريدة “آنفا نيوز” أن الدراسات الخاصة بتركيب الإنارة العمومية لا تزال في طور الإنجاز، دون تحديد موعد دقيق لانطلاق الأشغال في هذا الشق، وهو ما اعتبره متتبعون تأخرا غير مبرر في مشروع طموح تم إطلاقه بضجة إعلامية وبتكلفة مالية ضخمة.
ويحذر مهنيو النقل والسائقون من أن الطريق في وضعها الحالي جيدة، زساهمت في التخفيف من معاناة السائقين، غير أنها لازالت لا تستجيب للمعايير الأساسية للسلامة الليلية، خاصة مع غياب الإنارة، مطالبين بتعجيل التدخل. وهو الأمر الذي كشفت مصادر رسمية أنه جاري الإعداد لحل هذا المشكل، وستنطلق أشغال الإنارة في أقرب وقت ممكن.