صعدت شركة “الأشغال العامة للبناء بالدار البيضاء” إلى واجهة الاستثمار بقوة، بعدما أعلنت عن إتمام واحدة من أضخم صفقات الاستحواذ في المغرب لهذا العام، مؤكدة نيتها لعب دور محوري في دينامية البناء التي يشهدها البلد قبيل استضافته لمنافسات رياضية كبرى.
الصفقة، التي أبرمت يوم الجمعة، مكنت TGCC من اقتناء حصة 60 في المئة من رأسمال شركة “الأعمال الزراعية المغربية” المعروفة اختصارا بـ STAM، مقابل 2.5 مليار درهم، ما يعادل تقريبا 270 مليون دولار. أما النسبة المتبقية، فتظل في ملكية عائلة بودراند، التي أسست الشركة سنة 1965، وكانت في بدايتها تنشط في المجال الزراعي، قبل أن توسع أنشطتها إلى ميادين البناء، والطرقات، وشبكات المياه، والسياحة.
هذا التحرك لم يأت من فراغ، فشركة TGCC، التي تعد أكبر فاعل في قطاع البناء المدرج ببورصة الدار البيضاء، تسعى إلى توسيع نفوذها استعدادا للطلب المتزايد على مشاريع البنية التحتية، خاصة مع اقتراب موعد كأس أمم إفريقيا التي يستضيفها المغرب، ثم مونديال 2030 الذي سيتقاسمه مع إسبانيا والبرتغال.
وفي خطوة توسعية جديدة، أعلنت TGCC عن دخول السوق السعودية من بوابة تحالف استراتيجي وقعته مع مجموعة “نايف الراجحي الاستثمارية”، بهدف تطوير مشاريع عقارية في واحدة من أكثر الأسواق العالمية زخما.
تمتد أنشطة TGCC حاليا إلى ست دول إفريقية، وتمكنت سنة 2024 من تحقيق أرباح صافية تفوق 56 مليون دولار، بزيادة 44 في المئة مقارنة بالسنة السابقة. كما تفيد معطيات الشركة بأن قيمة الطلبيات المتراكمة فاقت مليار دولار، في حين بلغ عدد المشاريع التي أنجزتها منذ تأسيسها نحو ألف مشروع.
وفي بيان صحفي أصدرته هذا الأسبوع، عبرت الشركة عن تفاؤلها الكبير بمستقبل القطاع،.. مشيرة إلى أن الطفرة في استثمارات الدولة بقطاعات التعليم، الصحة، السياحة والبنية التحتية،.. تفتح آفاقا واسعة للنمو، خصوصا في ظل ورش الاستعدادات التنظيمية الكبرى التي تشهدها المملكة.