الأكثر مشاهدة

انتشال ج..ثة شاب مجهول الهوية من بركة صهريج السواني

“سباحة في عمق التاريخ… انتهت بصمت في قاع الصهريج”

مكناس – ليلة هادئة قاربت نهايتها في أحضان العاصمة الإسماعيلية، قبل أن يدوي في صمت البركة التاريخية ما يشبه النداء الأخير. داخل صهريج السواني، ذي الخمسة قرون من العمر، غاص شاب ثلاثيني في المياه المترقرقة ولم يعد.

في الساعات الأولى من الأحد، كان أحد أعوان السلطة يقوم بجولة اعتيادية قرب الصهريج الذي افتتح مجددا في ماي 2025 عقب خمس سنوات من الترميم، فرصد ملابس موضوعة بعناية على الحافة الحجرية. تلك القطع القليلة حركت سيناريوهات مقلقة، فاستنفر المشهد رجال الوقاية المدنية والسلطات المحلية في جماعة المشور الستينية.

- Ad -

فرقة الضفادع البشرية… سباق مع عقارب الماء

خلال دقائق، ارتدى الغطاسون أزياءهم الحالكة،.. وقفزوا نحو عمق يختزن تاريخ السلاطين وعرق البنائين. البركة، التي طالما عكست الزليج والقباب الطينية على صفحتها، أخفت تحت سطحها لغزا جديدا. وبعد بحث مضن، لفظ الصهريج ج..ثة الشاب بلا هوية، لتسطر مأساة تتقاطع فيها أسئلة الأمني بالإنساني.

“ما إن سمعنا صفارات الإسعاف حتى خيم الذهول على الزوار”، يقول أحد الباعة المتجولين قرب الموقع، مضيفا أن الصهريج بات، بعد إعادة تأهيله، قبلة لعشاق الصور الليلية الذين يتسابقون لتوثيق انعكاس الأضواء على الماء. لكنّ عدسة الهواتف هذه المرة انكسرت أمام مشهد مروع.

رجال الأمن الوطني طوقوا المكان بشريط بلاستيكي،.. وأصابع الترقب تتجه إلى النيابة العامة المكلفة بتشريح الجثة داخل مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس.

صهريج السواني، الذي كان خزانا عملاقا لري الحدائق الملكية في العصر العلوي، يستقبل اليوم أكثر من عشرة آلاف زائر أسبوعيا. غير أن خبراء التراث يحذرون من أن جمال المواقع التاريخية قد يتحول إلى فخ سياحي إذا ظلت إجراءات السلامة حبرا على جدار.

السلطات، من جهتها، اكتفت بالتعهد بـ“مراجعة البروتوكول الأمني” وتكثيف الدوريات الليلية حول المعلم،.. بينما تناشد جمعيات المجتمع المدني الإسراع بتركيب كاميرات مراقبة وإضاءة ذكية تمنع التسلسل غير المشروع إلى داخل البركة.

مقالات ذات صلة