حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة من أن المغرب شهد خلال سنة 2023 واحدة من أسوأ موجات الجفاف في تاريخه، واصفة الوضع بأنه “تاريخي” من حيث نقص التساقطات المطرية. وأشار تقرير المنظمة، الصادر في بداية شتنبر 2023، إلى أن معدلات الأمطار في المغرب سجلت مستويات غير مسبوقة في العديد من المناطق الساحلية، وهو ما أثر على الموارد المائية بشكل كبير.
التقرير الأممي لم يقتصر على المغرب وحده، بل شمل أيضا تونس والجزائر، التي واجهت نفس الأزمة، حيث تجاوزت درجات الحرارة فيها معدلات قياسية. ففي مدينة أكادير المغربية، بلغت درجة الحرارة صيف 2023 مستوى تاريخيا وصل إلى 50.4 درجة مئوية، بينما سجلت تونس 49 درجة مئوية. هذا الارتفاع الحاد في درجات الحرارة أثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للسكان وأدى إلى تفاقم أزمة المياه.
وأشار التقرير إلى أن المغرب شهد خلال موسم الأمطار 2022/2023 تساقطات أقل بنسبة 28% من المتوسط السنوي المعتاد،.. مما أدى إلى نقص ملحوظ في موارد المياه. وكان سد المسيرة، ثاني أكبر سد في المغرب، من بين المنشآت التي تأثرت بشكل كبير،.. حيث بلغت نسبة تعبئته أقل من 6%، وهي أدنى نسبة منذ إنشائه في عام 1976.
في المقابل، شهدت بعض مناطق إفريقيا الأخرى ظروفا أكثر رطوبة من المعتاد،.. مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا، التي سجلت معدلات تساقطات مطرية أعلى من المتوسط.
تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.. يشير إلى أن أزمة الجفاف في المغرب وشمال إفريقيا قد تستمر في حال عدم اتخاذ تدابير عاجلة،.. خاصة أن هذه الظروف المناخية القاسية تؤثر بشكل كبير على الزراعة والموارد المائية،.. ما يزيد من التحديات التي تواجه هذه البلدان في التعامل مع التغيرات المناخية.