استيقظ سكان دوار أولاد عيسى، التابع لمنطقة مليلة بإقليم بن سليمان، صباح الجمعة فاتح غشت 2025، على وقع فاجعة إنسانية من أفظع ما عرفت المنطقة في السنوات الأخيرة. ثلاثة أشقاء من أسرة واحدة لقوا حتفهم تباعا، داخل حفرة مخصصة للصرف الصحي، في حادث مأساوي لم تكد تستوعبه الساكنة بعد.
المأساة بدأت عندما قرر أحد الإخوة النزول إلى الحفرة بغرض تنظيفها، غير أن روائحها السامة تسببت له في اختناق فوري. وعندما لاحظ شقيقه الثاني تأخره، سارع إلى النزول لمساعدته، لكنه وقع هو الآخر ضحية للمصير ذاته. ثم جاء الدور على الشقيق الثالث، الذي لم يتحمل رؤية شقيقيه في تلك الحالة، فاندفع بكل تلقائية إلى الحفرة لإنقاذهما، دون أن يعلم أنه لن يصعد أبدا.
المشهد المروع دوى في سماء الدوار، وجعل الأهالي في حالة من الذهول، خاصة أن الإخوة الثلاثة ينحدرون من عائلة فلاحية بسيطة مشهود لها بحسن الخلق والتآزر. وفاة الأشقاء في يوم الجمعة زاد من وطأة الألم، وعمّق من مشاعر الحزن والأسى في نفوس الجميع.
فور إشعارها، حضرت السلطات المحلية إلى عين المكان، إلى جانب عناصر الوقاية المدنية، الذين عملوا على انتشال الجثث الثلاث، وسط أجواء من الحزن والصمت الثقيل. وبتعليمات من النيابة العامة المختصة، تم فتح تحقيق ميداني لتحديد كل الملابسات المتعلقة بهذه الواقعة المأساوية.
سكان دوار أولاد عيسى لم يخفوا غضبهم من هشاشة البنية التحتية وغياب معايير السلامة في مثل هذه المرافق. وطالبوا بتدخل الجهات المعنية لإعادة النظر في وضعية شبكات الصرف الصحي، التي باتت تشكل تهديدا مباشرا لحياة السكان في القرى والأرياف.