الأكثر مشاهدة

“ماءنا مسؤوليتنا”.. حملة تحسيسية كبرى تستنفر سكان جهة الدار البيضاء سطات

في ظل تصاعد مؤشرات الإجهاد المائي وتزامنها مع بداية فصل الصيف، أطلقت الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء–سطات حملة تحسيسية واسعة النطاق، تروم دفع المواطنين إلى اعتماد سلوكيات مسؤولة في استهلاك الماء، وذلك في سياق مواجهة ندرة المياه التي باتت تهدد استقرار الجهة، بل والمغرب برمته.

الحملة التي انطلقت مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الطلب على المياه، تأتي استجابة لواقع مقلق يتسم بالجفاف الحاد وتراجع الاحتياطي المائي، خصوصا في جهة الدار البيضاء–سطات، التي تضم أكثر من 7 ملايين نسمة وتعد من أكثر الجهات استهلاكا للموارد المائية على الصعيد الوطني.

وفي تفاصيل المبادرة، اختارت الشركة أن تركز على نشر مقاطع فيديو توعوية عبر منصاتها الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، بهدف نشر ثقافة الترشيد وتشجيع الأسر والمؤسسات على مراجعة سلوكها اليومي في استعمال الماء، من خلال خطوات بسيطة لكن فعالة، مثل غلق الصنابير أثناء غسل اليدين أو إصلاح التسربات المنزلية.

- Ad -

إلى جانب البعد الرقمي، تتضمن الحملة أنشطة ميدانية توعوية على مستوى المديريات الإقليمية التابعة للشركة، وورشات موجهة للأطفال والمصطافين بشراكة مع الجمعيات المحلية، من أجل ترسيخ ثقافة المسؤولية البيئية لدى مختلف الفئات، وخاصة الناشئة.

هذه خطة الدار البيضاء لتفادي الأسوأ

وفي موازاة الجهود التوعوية، تواصل الشركة تنزيل مشاريع استراتيجية تهدف إلى تأمين الموارد المائية للجهة، على رأسها مشروع تزويد المنطقة الغربية للدار البيضاء بالماء الصالح للشرب، وبرنامج إنشاء 28 محطة متنقلة لتحلية مياه البحر ومعالجة المياه الجوفية، وهي مشاريع تراهن عليها المؤسسة لضمان استدامة التزويد وتخفيف الضغط عن الموارد التقليدية.

كما تعمل الفرق التقنية للشركة بشكل متواصل على رصد وإصلاح التسربات المائية في الشبكات، وهي ظاهرة تتسبب في هدر كميات كبيرة من الماء سنويا. هذه العمليات تشكل جزءًا من رؤية متكاملة تقوم على ربط التحسيس بالمواطنة البيئية بالتدخل التقني الميداني.

في هذا السياق، أكدت مصادر من داخل الشركة لـ”آنفا نيوز” أن وتيرة الإنجاز في المشاريع الكبرى قد تسارعت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، تماشيا مع التوجيهات الوطنية الرامية إلى مواجهة خطر العطش ومضاعفة الاستثمارات في قطاع الماء، خاصة في المناطق التي تعرف ضغطا سكانيا واستهلاكيا مرتفعا مثل الدار البيضاء.

وبينما يتواصل الجفاف ويتزايد القلق من انعكاساته، تراهن هذه الحملة الجديدة على الوعي الجماعي وتغيير السلوك اليومي، كخط دفاع أول ضد أزمة مائية غير مسبوقة تلوح في الأفق القريب.

مقالات ذات صلة