كسر صوت المحرك الهادر سكون المساء، وارتفعت أنفاس المارة في لحظة خوف مفاجئة.. كل شيء حدث في ثوان معدودة مساء الأربعاء، حين تحول مدار مروري بمنطقة المشروع في الحي المحمدي إلى مسرح لفوضى كادت تنتهي بمأساة.
سائق شاب، بدا وكأنه يعيش لحظته الخاصة على الإسفلت، قرر أن يجعل من سيارته أداة استعراض في قلب حي مأهول، متهورا بمن حوله، غير عابئ لا بالمارة ولا بسكان الحي الذين تابعوا المشهد من نوافذهم بقلق وغضب.
السيارة التي كانت تنطلق بسرعة مجنونة فقدت توازنها فجأة، وانزلقت بشكل خطير داخل المدار، قبل أن تتوقف على بعد أمتار قليلة من أحد الأرصفة التي كان يتواجد بها بعض الشباب.
ولحسن الحظ، لم تسجل إصابات جسدية، لكن الحادث ترك أثرا بالغا في النفوس، خصوصا لدى سكان المنطقة الذين سئموا من تكرار هذه الممارسات الطائشة، التي تتصاعد بشكل خاص خلال ساعات الليل في بعض المدارات والنقط السوداء.
السكان وجهوا نداءات متكررة للسلطات الأمنية من أجل التدخل الصارم، وتنظيم حملات مراقبة ليلية دائمة، بعدما تحولت بعض الشوارع إلى مضامير سباق غير شرعي، تهدد حياة الجميع وتزرع الفوضى وسط الأحياء.
الواقعة الأخيرة ليست سوى حلقة أخرى من سلسلة سلوكيات متهورة، باتت تنغص يوميات البيضاويين، وتطرح تساؤلات حقيقية حول فعالية الردع القانوني والإجراءات الوقائية داخل المدار الحضري.