سلطت صحيفة El Mundo الإسبانية الضوء على خطوة دبلوماسية جديدة تعكس توجه الإدارة الأمريكية لتعزيز العلاقات مع المغرب، بعد أن عين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ديوك بوشان الثالث، سفيرا جديدا للولايات المتحدة في الرباط. ويأتي هذا التعيين في سياق فتور متزايد بين واشنطن ومدريد على خلفية توترات داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويعتبر بوشان من أبرز المقربين من ترامب وأكثر الشخصيات تأثيرا داخل الحزب الجمهوري، حيث شغل رئاسة اللجنة المالية للحزب، ما جعله “السلاح السري لجمع الأموال” لحملات ترامب الانتخابية. وقد أدى بوشان اليمين الدستورية لتولي منصبه في الرباط، بعد أن سبق له أن شغل منصب سفير الولايات المتحدة في إسبانيا خلال الولاية الأولى لترامب، مستفيدا من معرفته العميقة باللغة الإسبانية وثقافة المنطقة.
ويكلف السفير الجديد بمهمة سياسية ودبلوماسية حساسة تتمثل في تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الرباط، واعتبر المغرب ركنا أساسيا للاستقرار الإقليمي، مؤكدا دوره المحوري في منظومة الأمن القومي الأمريكي والشراكة في مكافحة الإرهاب، واستضافة أكبر المناورات العسكرية في القارة الإفريقية، ضمن شراكة مع قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم).
وعلى الصعيد الاقتصادي، يعتزم بوشان تعزيز الحضور الأمريكي في المغرب عبر تشجيع الاستثمارات التكنولوجية في مجالات النقل والطاقة والفلاحة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تمتلك التكنولوجيا اللازمة لدعم طموحات المملكة. أما في ملف الصحراء، فقد أكد السفير أن موقف الإدارة الأمريكية ثابت ويدعم السيادة المغربية على الصحراء، مع مبادرة الحكم الذاتي كأساس لحل النزاع.
ويرى محللون أن هذا التعيين يعكس تفضيل واشنطن للمغرب كشريك استراتيجي موثوق مقارنة بإسبانيا، ويؤكد أن الإدارة الأمريكية تحت قيادة ترامب تعيد ترتيب أولوياتها في شمال إفريقيا، مع التركيز على المغرب كمحرك للاستقرار والتنمية الاقتصادية في المنطقة.