الأكثر مشاهدة

سوق الخضر يتحول إلى مسرح لتمرير الشيرا.. وتوقيف مشتبه به في السبعين

سوق الجملة للخضر والفواكه بمولاي رشيد – حيث تختلط صرخات الباعة برائحة النعناع والبصل – لم يتوقع أحد أن رجلا تجاوز السبعين من عمره كان ينسج خيوط نشاط سري، لا يمت للخضر بصلة.

صباح السبت، وبينما كان السوق يفتح أبوابه كالمعتاد على إيقاع عربات متراصة وحركة لا تهدأ، باغتت عناصر الأمن شخصا مسنا يشتبه في كونه واحدا من أقدم موزعي مخدر الشيرا الذين يخفون نشاطهم وراء مهنة النقل السري.

بحسب معطيات أولية، فإن الرجل كان يستغل مركبته المهترئة – التي تمر يوميا بين أزقة السوق – كوسيلة لتمرير كميات من المخدرات، متخفيا في مشهد ألفه الجميع، دون أن يثير شكوكا. وكان يعتمد على “الازدحام كحليف”، و”الفوضى كستار”، مستفيدا من الفجوات الرقابية التي تطرأ من حين لآخر داخل هذا القلب التجاري النابض للدار البيضاء.

- Ad -

عملية التفتيش الدقيقة التي باشرتها العناصر الأمنية فجرت المفاجأة: كمية من مخدر الشيرا مخبأة بإتقان في تجاويف المركبة، بشكل يؤكد أن الأمر لم يكن وليد الصدفة، بل نشاط منظم ومتكرر.

المشتبه فيه نقل إلى مقر الدائرة الأمنية حيث يجرى معه بحث معمّق، في محاولة للكشف عن باقي خيوط الشبكة، أو أي شركاء محتملين في هذا النسيج السري المتغلغل بين الأسواق.

هذه العملية، التي وصفت بـ”النوعية”، ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة من التحركات الاستباقية التي تنفذها مصالح الأمن بمنطقة مولاي رشيد، والتي كثفت مؤخرا من وتيرة تدخلاتها لضبط الأمن العام، ومحاصرة الجريمة، خصوصا تلك التي تتخفى في الفضاءات التجارية الكبرى.

تجار السوق،.. في حديثهم مع وسائل الإعلام،.. أشاروا إلى أن النقل السري بات يشكل هاجسا حقيقيا في محيط سوق الجملة، كونه يستغل لأغراض تتعدى مجرد التنقل. فغياب المراقبة الدائمة، وتداخل المصالح، يخلقان بيئة مثالية لتمرير كل ما هو مشبوه، من مخدرات إلى سلع مهربة.

مقالات ذات صلة