وسط أجواء صيفية عادية بشاطئ دار بوعزة، تحولت لحظات اللعب والمرح إلى فاجعة هزت قلوب المغاربة. غيثة، طفلة لا يتجاوز عمرها أربع سنوات، كانت تلعب قرب البحر تحت أنظار والدها، قبل أن تباغتها سيارة رباعية الدفع تجر مقطورة الجيت سكي، وتصدمها بقوة، تاركة جمجمتها مهشمة ووجهها مدمى.
الوالد، وهو في حالة صدمة نفسية عميقة، روى تفاصيل اللحظة الرهيبة: “ما كنتش غايب، بنتي كانت قدامي، وأنا كنت حافر ليها حفرة في الرمل باش تلعب. غفلت غير جوج دقايق نشرب الماء، لقيت الطوموبيل دايزة على راسها”. وسرعان ما حمل ابنته إلى السيارة وركب مع السائق المتسبب في الحادث لنقلها بسرعة إلى مصحة دار السلام بالبيضاء.
التقارير الطبية كشفت عن إصابات خطيرة في الرأس وكسور في الجمجمة، مما استدعى تدخلا عاجلا وخضوعها لعمليات دقيقة. الأب لم يتمكن من دخول منزله منذ الحادث، قائلا: “ما قدرش نرجع للدار بلا بنتي.. كانت كتحل لي الباب وتضحك. دابا البيت مظلم”.
لكن القصة لم تتوقف عند الحادث، فقد زادت تصريحات من أقارب المتهم من ألم الأب. “قالوا لينا بصراحة: عندنا الفلوس ونشريو البراءة لولدنا”. أما الدفاع، فقد اتهم الأب بالتقصير في حماية ابنته، معتبرين أنه مسؤول عن الحادث لأنه تركها تلعب وحدها بالرمل، وهو ما اعتبره الأب إساءة مزدوجة.
العائلة تعيش حالة تمزق داخلي. الرضيعة الصغرى توقفت عن الرضاعة، والأم في حالة انهيار. وسط هذا الظلم، يرفع الأب صوته مناشدا: “ما بغيت لا تعويض لا فلوس.. بغيت العدالة فقط وبغيت ترجع ليا بنتي”.