في فيديو نشر مؤخرا على منصة “تيك توك”، شاركت شيماء القريني، وهي شابة مغربية تبلغ من العمر 19 عاما من مدينة مرتيل، تفاصيل رحلتها الخطيرة التي قامت بها للسباحة نحو سبتة المحتلة. تلك الرحلة التي استغرقت خمس ساعات مضنية، لم تكن مجرد مغامرة، بل كانت محاولة للبحث عن فرصة جديدة وحياة أفضل في إسبانيا.
في حديثها عن التجربة، كشفت شيماء كيف أنها حاولت السباحة إلى سبتة خمس مرات من قبل دون جدوى. ورغم الفشل المتكرر، لم تستسلم حتى نجحت أخيرا في الوصول. تجسد قصتها معاناة آلاف الشباب المغاربة الذين يحلمون بالعبور إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، بحثا عن حياة أفضل. ولحسن حظ شيماء، كانت من القلائل الذين تمكنوا من تحقيق ذلك دون أن تلقى حتفها، على عكس العديد من الشباب الآخرين الذين فقدوا حياتهم في محاولات مشابهة.
شيماء القريني في رحلة الأمل والمخاطرة
تسعى شيماء، التي تطمح إلى أن تصبح منقذة، إلى تحسين حياتها في إسبانيا، حيث تعتقد أن الفرص هناك قد تكون أفضل. في مقابلة مع قناة “FaroTV”، قالت شيماء: “لا أعرف تحديدا إلى أين أريد الذهاب، ولكنني أبحث عن مكان تتوفر فيه فرص عمل كثيرة”. تعكس كلماتها اليأس والإصرار اللذين يدفعان الكثيرين من الشباب المغاربة لمحاولة العبور إلى أوروبا، رغم المخاطر الجسيمة التي تتهددهم.
روت شيماء خلال الفيديو الذي انتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف كانت على وشك الموت عدة مرات أثناء عبورها المضني. لم يكن الطريق سهلا، فقد واجهت تيارات بحرية قوية وضبابا كثيفا، مما جعل السباحة أكثر صعوبة وخطورة. قالت شيماء: “لا ينبغي أن تدع البحر يسيطر عليك”، مشيرة إلى التحديات الكبيرة التي واجهتها خلال رحلتها.
إلى جانب التأثير الكبير الذي أحدثه الفيديو، تعرضت شيماء أيضا لانتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. اتهمها البعض بالتشجيع على الهجرة غير الشرعية وتعريض حياة الشباب للخطر. غير أن شيماء ردت على هذه الاتهامات بأنها لم تكن تسعى لتشجيع الآخرين على القيام بهذه المخاطرة،.. بل أرادت تسليط الضوء على المخاطر الكبيرة التي ترافق مثل هذه الرحلات. وتأتي هذه التصريحات في وقت شهد فيه شهر غشت الماضي وفاة خمسة شبان مغاربة أثناء محاولتهم السباحة إلى سبتة.
قصة شيماء تعكس واقعا مريرا يعيشه العديد من الشباب في المغرب،.. حيث يدفعهم اليأس إلى خوض مغامرات خطيرة بحثا عن حياة أفضل في أوروبا. ورغم المخاطر الكبيرة، لا يزال الكثيرون يعتقدون أن هناك فرصا تنتظرهم على الجانب الآخر من البحر،.. مما يجعلهم على استعداد للمخاطرة بكل شيء لتحقيق أحلامهم.