الأكثر مشاهدة

أكثر من 600 صاروخ”جافلين” الأمريكية في الطريق إلى المغرب.. ماذا يعني ذلك عسكريا واستراتيجيا؟

في خطوة تؤشر على تحول نوعي في ميزان الردع بشمال إفريقيا، يستعد المغرب للحصول على 612 صاروخ جافلين المضاد للدبابات من الولايات المتحدة، ضمن صفقة تقدر قيمتها بحوالي 260 مليون دولار، بعد أن نالت موافقة وزارة الخارجية الأمريكية وتنتظر فقط مصادقة الكونغرس.

ماذا تضيف صواريخ “جافلين” لقوة الردع المغربي؟

صواريخ Javelin FGM-148 ليست مجرد منظومة مضادة للدروع، بل تعتبر من أكثر الأسلحة فعالية ضد الأهداف المدرعة في العالم. فهي تعتمد تقنية “أطلق وانس” (Fire and Forget)، وتمتاز بقدرتها على ضرب الهدف من الأعلى حيث يكون أكثر هشاشة، مما يجعلها قاتلة حتى ضد الدبابات الحديثة المزودة بدروع تفاعلية.

بالنسبة للمغرب، الذي يواجه تحديات جيوسياسية حادة مع الجزائر الداعمة للبوليساريو، فإن إدخال “الجافلين” للخدمة يمثل رسالة ردع واضحة. فالمملكة تطور جيشها بمنطق دفاعي وقائي، يهدف إلى تحييد أي تهديد محتمل في مراحله الأولى، عبر امتلاك أدوات متقدمة لتعطيل أي تحرك ميداني مباغت، سواء في المناطق الحدودية أو في عمق الصحراء.

- Ad -

لماذا وافقت واشنطن؟ وما أهمية المغرب؟

تسليح المغرب بهذه المنظومات الدقيقة والمتطورة لا يحدث بمعزل عن الرهانات الجيوستراتيجية للولايات المتحدة في إفريقيا. فالمملكة المغربية تصنَف كشريك دفاعي موثوق في شمال القارة، وواشنطن تراهن عليه لموازنة النفوذ الروسي والصيني المتنامي في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل.

واشنطن تعرف أن المغرب ليس مجرد زبون للسلاح، بل هو حليف عسكري يتطور بشكل احترافي. فالمغرب لا يشتري الأسلحة فقط، بل يدرب جنوده وفق معايير “الناتو”، ويشارك في مناورات ضخمة مثل “الأسد الإفريقي”، ويتعاون استخباراتيا مع الأمريكيين في مكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة.

ولعل أبرز مؤشرات الثقة هو أن هذه الصفقة هي أول صفقة عسكرية أمريكية للمغرب في عهد ترامب الثاني، وتأتي بعد أخرى ضخمة في أبريل، شملت 600 صاروخ “ستينغر” المضاد للطائرات، بتكلفة تتجاوز 825 مليون دولار.

هل تؤثر هذه الصفقات على ميزان القوى في المنطقة؟

رغم ما تقوله وزارة الدفاع الأمريكية من أن الصفقة “لن تخل بالتوازن الإقليمي”،.. فإن التقديرات الميدانية تظهر العكس تماما. فالجزائر، التي تسلح البوليساريو علانية وتستضيف قيادتها،.. ستكون أمام معضلة حقيقية حين تصبح قوات الجيش المغربي قادرة على تحييد الأهداف البرية بدقة عالية في ظرف ثوان.

بل أكثر من ذلك، فإن امتلاك المغرب لمنظومات مثل “جافلين” و”ستينغر”،.. بالإضافة إلى طائرات F-16 Viper وطائرات الأباتشي الهجومية، يجعله الأقوى تسليحا وتنوعا في شمال إفريقيا.

الردع الذكي وليس الهجوم.. المغرب يغير قواعد اللعبة

لا يسعى المغرب إلى خوض حروب، لكنه في المقابل يراهن على بناء جدار ردع ذكي،.. يقطع الطريق على أي مغامرة جزائرية أو حماقة ميدانية قد تدفع المنطقة إلى التصعيد. ومن خلال تعزيز دفاعاته بصواريخ دقيقة ومحمولة، يرسل المغرب رسالة واضحة: “لن نكون المعتدين، لكننا لن نفاجأ أبدا”.

مقالات ذات صلة