مرة أخرى، يجد الرابور المغربي الشهير طه فحصي، المعروف فنيا بلقب “إلغراندي طوطو”، نفسه في واجهة الحدث القضائي بدل خشبة المسرح. لكن هذه المرة، ليس بسبب أغنية مثيرة للجدل أو تصريح ناري، بل بسبب حكم غيابي صادر عن محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، التي قررت اليوم الإثنين تأييد الحكم الابتدائي القاضي بثمانية أشهر حبسا موقوف التنفيذ، مع تحميله الصائر والإكراه في الأدنى.
غياب “طوطو” عن الجلسات كلها لم يمر دون أثر. فالمحكمة، التي انتظرت حضوره في كل المحطات، اكتفت في النهاية بما بين يديها من ملف،.. لتصدر حكمها دون أن تسمع صوته ولا دفاعه، مكتفية بتفاصيل القضية التي تعود جذورها إلى فيديو أثار موجة من الغضب، ليس فقط على مواقع التواصل، بل في ساحات القضاء أيضا.
القضية لم تكن بسيطة،.. ولا تافهة كما قد يصورها البعض. الاتهامات كانت ثقيلة ومتعددة: من السب والقذف والتشهير، إلى الاستهلاك العلني للمخدرات التحريض عليه، ونشر محتوى مخل بالحياء على المنصات الرقمية. شكايتان كانتا كافيتين لفتح المسطرة،.. إحداهما تقدم بها الصحافي محمد التيجيني، والثانية رجل أمن، فيما تنازل أربعة فنانين آخرين عن مطالبهم،.. في ما يشبه فصلا جانبيا من المسلسل الطويل لعلاقة طوطو بالإعلام والجمهور والمؤسسات.
في يناير 2023،.. سبق للمحكمة الابتدائية أن نطقت بنفس الحكم: 8 أشهر حبسا موقوف التنفيذ، وغرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم،.. مع تعويض لفائدة الطرفين المشتكيين واليوم، الاستئناف لم يغير شيئا في العنوان،.. بل أكد أن طريق الفنان لا يمر فقط من الاستوديوهات،.. بل أحيانا من قاعات الجلسات.