اهتزت مدينة الزمامرة صباح هذا الأسبوع على وقع وفاة رضيعة حديثة الولادة بالمستشفى المحلي، بعد ساعات قليلة من ولادتها، نتيجة غياب الأوكسجين وعدم توفر سيارات إسعاف مجهزة لحالات الطوارئ. الحادثة أثارت موجة استياء وغضب واسع بين السكان المحليين، الذين وصفوا الوضع الصحي بالمدينة بـ”المأساوي”.
وكشفت جدة الطفلة أن زوجة ابنها واجهت ولادة استمرت ساعتين دون وجود طبيب، مضيفة أن الرضيعة، المولودة قبل أوانها بستة أشهر، كانت بحاجة عاجلة إلى الأوكسجين، غير أن المستشفى لم يكن مجهزا لإنقاذ حياتها، ما اضطر الأسرة إلى البحث عن سيارة إسعاف من جماعة الحكاكشة القروية، لكنها لم تكن مجهزة بالمعدات الضرورية.
وحسب شهادات محلية، وصل أفراد الأسرة بمجهودهم الشخصي إلى مستشفى الجديدة، حيث تم رفض استقبال الطفلة بحجة تبعيتها الإقليمية، قبل أن تفارق الحياة. وأكدت جارة الأسرة أن الوضع الصحي بالزمامرة أصبح مألوفاً للسكان بسبب تردي الخدمات، مشيرة إلى أن طفلا آخر نجا فقط لأنه نقل إلى مصحة خاصة.
وانتقدت الجارة غياب أبسط المستلزمات الطبية الأساسية، متسائلة عن دور المندوب الإقليمي للصحة والبرلمانيين في حماية حياة المواطنين. في السياق ذاته، اعتبر الفاعل الجمعوي إبراهيم الحلاوي أن المستشفى المحلي يفتقر إلى التجهيزات الضرورية ويحتاج إلى ترميم عاجل، مشيرا إلى أن المأساة تعكس تدهور الخدمات الصحية وفشل الجهات المعنية في توفير الحد الأدنى من الرعاية الضرورية.
وأضاف الحلاوي أن اللجنة المكلفة بالخبرة السابقة أوصت بإصلاح البناية وتجهيزها بالأدوات الطبية الأساسية، لكن أي تدخل لم ينفذ، مما جعل المستشفى مجرد بناية بلا تجهيزات، يثير تساؤلات حول جدوى استثمار المال العام في بنيات صحية لا تلبي حاجيات السكان.
هذه الواقعة المأساوية تسلط الضوء على أزمة حقيقية في البنية الصحية بالمناطق النائية، حيث تتحول أبسط الحالات الطبية إلى تهديد مباشر للحياة، في غياب متابعة فعالة من السلطات وغياب الحد الأدنى من الموارد الطبية الضرورية.


