ليلة حزينة عاشها سكان دوار أولاد عبدون التابع لإقليم خريبكة، بين مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء 12 نونبر 2025، بعدما تحول حادث عرضي إلى مأساة إنسانية هزت المنطقة، إثر مصرع خمسة أشخاص من أسرة واحدة داخل حوض مائي بضيعة فلاحية.
ووفق المعطيات التي كشفها المدير الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بخريبكة، أحمد النبطي، فإن الحادث وقع حوالي منتصف الليل، حين سقط أفراد من الأسرة داخل صهريج مائي مخصص للسقي في ظروف ما تزال غامضة. وأضاف المسؤول أن مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي استقبل جثث الضحايا الخمسة، في انتظار تعليمات النيابة العامة من أجل استكمال مسطرة البحث.
الروايات التي تداولها سكان المنطقة ترسم مشهدا مأساويا يقطر ألما؛ إذ كان الأب، وفق الشهادات، يحاول تنظيف الحوض من الأوحال، قبل أن يفقد توازنه ويسقط داخله. حاول أبناؤه التدخل لإنقاذه الواحد تلو الآخر، لكنهم بدورهم غرقوا أمام أعين الأم المفجوعة، التي لم تتردد في القفز لمحاولة إنقاذهم، لتنتهي الفاجعة بغرق الجميع، بمن فيهم شخص خامس من العائلة كان حاضرا بالمكان.
السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية هرعت إلى عين المكان فور إخطارها بالحادث، حيث تم انتشال الجثث بعد مجهودات متواصلة، وسط حالة من الحزن العميق التي خيمت على الدوار طوال الليل. وتم نقل الجثامين إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بخريبكة، في انتظار مباشرة التحقيقات لتحديد ملابسات هذه الكارثة التي أودت بحياة الأسرة كاملة.
ويعيد هذا الحادث الأليم إلى الأذهان مخاطر الأحواض المائية غير المؤمّنة داخل الضيعات الفلاحية، والتي تتسبب كل عام في حوادث مأساوية مماثلة، غالبا ما يكون ضحاياها من الأسر القروية البسيطة. كما يطرح الحادث أسئلة ملحّة حول ضرورة تشديد المراقبة وإقرار إجراءات وقائية صارمة تضمن السلامة داخل الضيعات وتمنع تكرار مثل هذه الفواجع التي تفجع بها الأسر المغربية بين الفينة والأخرى.