تشهد منطقة بومادين بجنوب شرق المملكة تحولات لافتة على الصعيد المعدني، بعدما أعلنت شركة “آية غولد آند سيلفر” الكندية عن نتائج مشجعة لعمليات التنقيب التي تقودها منذ مطلع العام الجاري. الشركة تؤكد أن المؤشرات الحالية تعزز من فرضية وجود منجم واعد متعدد المعادن، قادر على لعب دور اقتصادي واستراتيجي في السنوات المقبلة.
72 ألف متر من الحفر تكشف عمق الاحتياطي
منذ يناير الماضي، أنجزت الشركة 140 عملية حفر ماسية، و31 حفرا عبر التدوير العكسي، إلى جانب 11 اختبارا متعدد الاستخدامات، غطت ما مجموعه 72.044 مترا. نتائج هذه الحفريات بينت وجود تمعدن عالي التركيز في مناطق متعددة، أبرزها المنطقة المركزية، وموقعي “إيماريرن” و”تيزي”.
من أبرز ما تم رصده، ظهور تمعدن فائق بقيمة 5.3 كيلوغرام لكل طن من الفضة المعادلة، في عمق نصف متر فقط، وهي نسبة تحتوي على 66.7 غراما من الذهب و111 غراما من الفضة. كما تم تسجيل نتائج أخرى لافتة بمنطقة “إيماريرن”، حيث رصد 449 غراما من الفضة المعادلة على طول 4.9 أمتار، و851 غراما في عمق 1.2 متر فقط. في “تيزي”، سجلت تقاطعات بـ460 و302 غرام من الفضة المعادلة.
المعطيات الجديدة دفعت الشركة إلى توسيع المساحة الإجمالية للتنقيب بنسبة 15.7%،.. لتصل إلى 314.5 كيلومتر مربع. وقد حصلت على أربعة تصاريح إضافية في الجهة الغربية من الموقع، وتهدف إلى بلوغ ما بين 100 و140 ألف متر من الحفر مع نهاية 2025.
احتياطات ضخمة قيد التقدير
بحسب التقديرات الجديدة، فإن بومادين يحتوي على موارد تقديرية تشمل 15.1 مليون أونصة من الفضة،.. و449 ألف أونصة من الذهب، و145 ألف طن من الزنك،.. و44 ألف طن من الرصاص. ما يزيد من جاذبية الموقع هو أن نحو نصف هذه الموارد قابلة للاستغلال السطحي المباشر،.. بناء على عتبة اقتصادية حددت في 95 دولارا للطن الواحد.
“آية” تضع نصب أعينها 2026
الرئيس التنفيذي للشركة، بنوا لا سال،.. صرح أن النتائج تعزز رؤية المؤسسة لجعل بومادين مشروعا استراتيجيا عالي التركيز. وأضاف أن المرحلة المقبلة ستركز على التمدد الجانبي والعميق للتمعدن،.. في أفق إنجاز دراسة أولية لتقييم الجدوى الاقتصادية بحلول سنة 2026.
بهذا المسار، يتجه بومادين ليشكل أحد أهم الملفات المعدنية في المغرب،.. مع ترقب المستثمرين والجهات الرسمية لمآلات هذه الحملة التي قد تعيد رسم الخريطة الجيولوجية للمنطقة برمتها.