أصدرت السلطات المحلية في مدينة الدار البيضاء قرارا يقضي بإغلاق الحمامات والرشاشات ثلاثة أيام في الأسبوع. القرار، الذي بدأ تنفيذه اعتبارا من يوم الاثنين، يشكل جزءا من مجموعة تدابير احترازية تهدف إلى ترشيد استهلاك هذه المورد الحيوي في ظل الظروف الحالية.
جاء القرار بعد أن تلقى عدد من أصحاب الحمامات إشعارا من أعوان السلطة يوم الأحد، يقضي بإغلاق محلاتهم أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء. ويستثني القرار باقي أيام الأسبوع، حيث يسمح للحمامات بإعادة فتح أبوابها خلال الأيام الأخرى.
وعبر مهنيون عن استيائهم من القرار، مشيرين إلى تأثير هذا الإغلاق على مصالحهم. وأضافوا أن أصحاب الحمامات والعاملين في هذا القطاع يتفهمون الضرورة البيئية لهذا الإجراء، لكنهم يطالبون أيضا بمراعاة حقوقهم ومصالحهم الاقتصادية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا القرار يأتي في إطار الإجراءات التي دعا إليها الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير، حيث اعتبر الماء “قضية مصيرية” تتطلب حسن استعمال وترشيد الموارد المائية. الملك محمد السادس شدد على ضرورة “الحزم في حماية الملك العام المائي” والتقليل من الاستغلال المفرط والضخ العشوائي للمياه، محذرا من أي تهاون أو سوء تدبير في هذا الملف الحيوي.
وقد أشار الملك في خطابه إلى أهمية التنسيق بين السياسة المائية والسياسة الفلاحية، وخاصة خلال فترات الخصاص،.. كما دعا إلى تعميم استخدام أنظمة الري بالتنقيط، والعمل على تعزيز برامج معالجة وإعادة استعمال المياه. وشدد على أنه “من غير المعقول صرف عشرات الملايير لتعبئة الموارد المائية في حين تواصل مظاهر التبذير وسوء الاستعمال”،.. معتبرا أن “الحفاظ على الماء مسؤولية وطنية تهم جميع المؤسسات والفعاليات”، وأيضا “أمانة في عنق كل المواطنين”.
ويعكس القرار الجديد بإغلاق الحمامات الجهود المبذولة لمواجهة أزمة المياه،.. ولكنه أيضا يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها أصحاب المهن المرتبطة باستخدام الماء.