تسارعت الأحداث صباح الأربعاء في دوار العرب بجماعة آيت عميرة، إقليم اشتوكة آيت باها، بعدما تفاجأ عدد من أولياء الأمور بإصابة أبنائهم، تلاميذ مدرسة ابتدائية، بأعراض تسمم غذائي جماعي، عقب تناولهم مادة سائلة حلوة المذاق تباع على شكل عصير بالقرب من أسوار المؤسسة التعليمية.
الأطفال، الذين لم يتجاوز عمر معظمهم 12 سنة، أصيبوا بآلام حادة في البطن وتقيؤ متكرر، ما استدعى نقل ثلاثة منهم بشكل مستعجل إلى المستشفى الإقليمي، حسب ما أكده المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية. وبسرعة، تحركت وحدة طبية متنقلة إلى المدرسة لتقديم الإسعافات الأولية لباقي التلاميذ المصابين.
في المجمل، بلغ عدد الحالات المؤكدة 11 تلميذا، جميعهم تناولوا نفس المادة المجهولة المصدر، قبل أن يتبين أن الوضع الصحي لهم مستقر حاليا بعد تلقي العلاج اللازم.
هذه الحادثة، التي خلفت حالة من الذعر وسط أسر التلاميذ،.. سلطت الضوء من جديد على الفوضى التي تعم محيط المؤسسات التعليمية في العالم القروي،.. حيث تنتشر منتجات غذائية رديئة، تباع دون مراقبة صحية أو تراخيص قانونية.
ومع تكرار هذا النوع من الوقائع في عدة مناطق مغربية،.. تعالت الأصوات الحقوقية والتربوية المطالبة بفتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات،.. وكشف الجهة التي تزود الأطفال بهذه المواد الغذائية المجهولة،.. التي أصبحت تمثل تهديدا مباشرا لصحتهم وسلامتهم.
وفي انتظار نتائج التحقيق، تطرح الحادثة أسئلة صريحة حول غياب دوريات منتظمة لمراقبة الباعة الجائلين،.. وعدم وجود تنسيق فعلي بين وزارتي الصحة والتعليم،.. لوضع حد لفوضى المواد الاستهلاكية المعروضة أمام المدارس،.. والتي تتحول في أية لحظة إلى أدوات محتملة للقتل البطيء.