في اعتداء جديد يعكس تصاعد موجات الكراهية ضد المسلمين في أوروبا، تعرض مسجد الهدى بمدينة روسيون جنوب فرنسا لعملية تخريب متعمدة، نفذت فجر السبت على يد مجهولين ملثمين، قاموا بإلحاق أضرار مادية بالغة وكتابة شعارات عنصرية على جدران المكان.
الواقعة التي وصفتها “الجامع الكبير بباريس” بـ”الإسلاموفوبيا الصريحة”، أثارت موجة من التنديد والاستنكار، خصوصا أن المسجد المنتمي لاتحادها، ظل فضاء للعبادة والتعايش وسط مجتمع محلي متنوع. وحسب البلاغ الصادر عن المؤسسة الدينية، فقد تم تنفيذ الهجوم قرابة الساعة الخامسة صباحا، حيث عمد المعتدون إلى إلصاق مناشير وشعارات مناهضة للمسلمين ذات طابع يميني متطرف.
التحقيقات الأولية، التي باشرتها السلطات الفرنسية فور علمها بالحادث، أكدت أن منفذي الهجوم كانوا ملثمين، وتركوا خلفهم آثار تخريب واضحة، في حين لم يتم تحديد عددهم بدقة إلى حدود الساعة. وقد فتحت الشرطة تحقيقا لتحديد هوية الفاعلين ومتابعتهم قضائيا.
من جهته، عبر شمس الدين محمد حافظ، مدير الجامع الكبير بباريس، عن إدانته الشديدة لما وصفه بـ”الاعتداء الجبان”، مجددا دعوته لمكافحة كل أشكال الكراهية والتمييز الديني. كما عبر عن تضامنه الكامل مع رئيس الجمعية الثقافية الإسلامية في روسيون، نور الدين لوشين، ومع جميع المصلين الذين أصيبوا بجرح معنوي عميق جراء هذه الهجمة.
الواقعة أثارت حالة من الغضب والحزن بين مسلمي المدينة والمقيمين بها، حيث اعتبرت استهدافا صارخا لحرية المعتقد وضربة مؤلمة لقيم العيش المشترك التي تنص عليها القوانين الفرنسية.
وتتكرر في الآونة الأخيرة الهجمات على المساجد والمؤسسات الإسلامية في أوروبا، خاصة في فرنسا، ما يعيد طرح تساؤلات ملحة حول مدى نجاعة السياسات الرسمية في حماية أماكن العبادة، وضرورة التحرك القانوني والمجتمعي للحد من تفشي الإسلاموفوبيا.