شهدت مختلف المدن المغربية، اليوم الأحد، حراكا واسعا نظمته الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، تعبيرا عن رفضها لمشروع قانون الإضراب الذي تناقشه الحكومة، واستنكارا للغلاء المعيشي، وعدم وفاء الحكومة بالتزاماتها تجاه الطبقة العاملة.
في شوارع الدار البيضاء وفاس والرباط وبني ملال ومراكش وتطوان، علت شعارات تطالب بالعدالة الاجتماعية والكرامة. المسيرات، التي اكتست بطابع السلمية، حملت رسالة واضحة ضد ما وصفه المشاركون بـ”التشريعات التراجعية” التي تمس حقوق العمال، في ظل تجاهل حكومي متزايد لمطالب النقابات.
رفع المحتجون مطالب بوقف الزيادات في الأسعار، التي أرهقت القدرة الشرائية للعمال والمواطنين على حد سواء، مع غياب أي زيادات في الأجور تتماشى مع هذا الغلاء. كما انتقدوا التوجهات الحكومية التي وصفوها بـ”الانفرادية”، خصوصا ما يتعلق بقوانين الإضراب والتقاعد وإدماج “كنوبس” في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
المسيرات التي نظمتها الكونفدرالية كانت رسالة واضحة في رفض المساس بالحقوق والحريات النقابية،.. وأكدت استمرار النضال ضد أي تضييق على النقابيين في أماكن العمل.
لم تخل الاحتجاجات من بعد إنساني،.. حيث رفع المحتجون الأعلام الفلسطينية تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. واستنكرت الكونفدرالية ما وصفته بجرائم الحرب الصهيونية في غزة، مطالبة بوقفها ومحاسبة مرتكبيها.
في ختام المسيرات،.. شددت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على تحميل الحكومة مسؤولية فشلها في تحقيق وعودها تجاه النقابات. واعتبرت أن ارتفاع معدلات البطالة وعجزها عن وضع سياسات تشغيل فعالة يعكس إخفاقها في إدارة الملفات الاجتماعية الكبرى.
وأكدت الكونفدرالية أن هذه الاحتجاجات ليست سوى بداية لمسار نضالي مستمر،.. حتى تحقيق مطالب العمال وإعادة الاعتبار للطبقة العاملة في المغرب.