أنهت السلطات المغربية مأساة أسرة مغربية كانت عالقة في تركيا، بعد سنوات من الاستغاثة والمعاناة، والتي بدأت من سوريا مرورا بتركيا. الأسرة، التي تتكون من الأب الزبير الحسناوي، وزوجته، وبناته الثلاث اللواتي ولدن بين سوريا وتركيا، كانت تواجه صعوبات كبيرة بسبب غياب الأوراق الثبوتية والوثائق الرسمية التي تمكنهن من العودة إلى المغرب، ما حرمهن من حقوقهن الأساسية مثل التعليم والتطبيب.
وكشف الزبير الحسناوي أن المصالح القنصلية المغربية في إسطنبول قد قبلت هذا الأسبوع طلبه لمنح بناته “إذن مرور” يمكنهن من العودة إلى المغرب. هذا الإجراء أتاح أيضا له ولزوجته العودة إلى أرض الوطن دون الحاجة إلى تجديد جوازي سفرهما، وهو ما يعتبره الحسناوي مفاجأة كبيرة بعد سنوات من اليأس والبحث عن حل.
تعود قصة هذه الأسرة إلى سنوات مضت، عندما غادر الزبير الحسناوي المغرب متجها إلى سوريا، حيث لحقت به زوجته وأنجبا اثنتين من بناتهما هناك. بعد فترة، انتقلت الأسرة إلى تركيا حيث ولدت البنت الثالثة. بدأ الزبير الحسناوي رحلته الطويلة قبل أربع سنوات للبحث عن طريقة لإعادة بناته إلى المغرب، لكنه وجد الأبواب موصدة في وجهه، خاصة مع عدم تمكن الأسرة من الحصول على شهادات ميلاد رسمية للبنات.
القنصلية المغربية في تركيا أبلغت الحسناوي بإمكانية عودته وزوجته إلى المغرب، ولكن دون بناته بسبب غياب الأوراق الثبوتية. هذا العائق كان بسبب الولادة في سوريا والإقامة غير القانونية في تركيا، ما جعل الحصول على الوثائق الرسمية أمرا مستحيلا.
عاشت الأسرة في تركيا أوضاعا صعبة للغاية. بنات الحسناوي الثلاث،.. اللواتي تتراوح أعمارهن بين 9 و4 سنوات، حرمن من التعليم الرسمي والخدمات الطبية بسبب الإقامة غير القانونية. الزبير الحسناوي شرح كيف أن بناته لا يستطعن الالتحاق بالمدارس النظامية، ويعتمدن على التعليم المنزلي غير النظامي،.. بالإضافة إلى معاناتهن من عدم القدرة على الحصول على الرعاية الصحية اللازمة في حالة المرض. وهو ما اضطره في إحدى المرات إلى إدخال ابنته إلى المستشفى في تركيا باسم طفلة أخرى.
معاناة الأسرة المغربية في فصلها الاخير
الحسناوي أعرب عن استعداده للعودة إلى المغرب مهما كانت الظروف،.. على الرغم من القوانين المغربية الصارمة التي تعاقب على الالتحاق ببؤر التوتر. يقول الحسناوي: “أعرف أنني أقع تحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب، ولكنني لم أكن يوما مع داعش ولم أهدد الأمن. أنا مستعد للعودة إلى بلدي وتحمل كامل مسؤولياتي حتى وإن ذهبت إلى السجن،.. المهم أن تنتهي معاناة بناتي، ولأنني لا أريد أن أبقى في الغربة”.