اختارت شركة “زيوس ريسورسز” الأسترالية تأجيل الموعد النهائي للاستحواذ على مشروع أنتيموان بمنطقة الدار البيضاء إلى غاية 24 يونيو المقبل، في خطوة وصفت بأنها تأتي لتوفير مزيد من الوقت للحصول على التراخيص الضرورية، وفق ما أعلنت عنه الشركة رسميا.
هذا التمديد الزمني يخص الاتفاق المبرم مع شركة “أشغيل المغرب”، وهي فرع تابع لشركة “أشغيل أستراليا” المتخصصة في التنقيب المعدني داخل المغرب وخارجه، حيث يفترض أن يسهم التأجيل في تسهيل الإجراءات الإدارية مع السلطات المغربية، إلى جانب استكمال مرحلة التحقق التقني والقانوني من وضعية المشروع.
وكانت “زيوس ريسورسز” قد دفعت في مارس الماضي مبلغ 25 ألف دولار مقابل الحصول على خيار حصري لمدة 45 يوما عملا يسمح لها باقتناء المشروع، الذي يغطي مساحة 79 كيلومترا مربعا على الحدود الفاصلة بين إقليمي خريبكة وخنيفرة، وتحديدا في جهة بني ملال خنيفرة، على بعد حوالي 42 كيلومترا شمال شرق خريبكة و115 كيلومترا جنوب شرق الدار البيضاء، ويمكن الوصول إليه عبر الطريق الجهوية R311.
“زيوس ريسورسز” تراهن على منجم أنتموان مغربي وسط مؤشرات استكشافية واعدة
من الناحية الجيولوجية، يعول المستثمرون على نتائج أولية إيجابية، إذ قامت الشركة الأسترالية بجولة ميدانية بداية الشهر الماضي، تم خلالها جمع 20 عينة من صخور حاوية لمادة الستبينا (سلفيد الأنتيموان) على طول امتدادين يبلغ الأول 2.8 كلم والثاني 2 كلم. وقد أكدت التحاليل المخبرية المنجزة من طرف مختبر “أفريلابز” المعتمد لدى ALS، عبر تقنيات تحليل دقيقة (هضم بالأحماض الأربعة وتحليل ICP-OES)، وجود ترسبات سطحية بكثافة تتراوح بين شبه الكتلية والكتلية الكاملة.
المدير التنفيذي للمجموعة، هيو بيلغريم، عبر عن تفاؤله إزاء المعطيات الميدانية، قائلا إن “التركيبة المشجعة للمعدن عالي الجودة، مع دعم محلي ملحوظ، تمثل أرضية مثالية للانتقال سريعًا نحو مراحل الاستكشاف الفعلي”، مشيرا إلى أن الاستمرارية البنيوية للمعدن تتيح إمكانات واعدة للحفر المباشر.
وتمتد رخص المشروع، البالغ عددها ست، إلى غاية مارس 2026، وقد سبق لها أن شهدت استغلالا تقليديا محدودا، إلى جانب دراسات جيولوجية أثبتت وجود كميات واعدة من الأنتيموان ومعادن مصاحبة، وهو ما يجعل هذا الملف محط اهتمام كبير من طرف شركات المعادن الإستراتيجية، خصوصا في ظل الطلب الدولي المتزايد على هذا المعدن الحيوي المستخدم في إنتاج الألواح الشمسية والمجالات العسكرية.
إقرأ أيضا: نتائج الحفر تنعش آمال “آيا”.. اكتشافات جديدة للفضة تسهم في تعزيز إمكانيات الإنتاج
ولعل ما يعزز رهان “زيوس” على المشروع المغربي، هو ما كشفته شركة “Critical Mineral Resources” البريطانية في دجنبر الماضي، حين أعلنت أول صفقة لشراء الأنتيموان عالي الجودة من مصدر مغربي، مؤكدة أن هذا النشاط التجاري يدر أرباحا أكبر من المعادن الأخرى في السوق الحالية.
يبقى التحدي الأكبر أمام “زيوس ريسورسز” الآن، هو استكمال المساطر القانونية داخل الآجال المحددة، لتنتقل إلى مرحلة أكثر حساسية تتمثل في الاستكشاف المكثف وتحديد الجدوى الاقتصادية الحقيقية للمشروع.