يترقب المغرب انتخابات 15 فبراير المقبل لانتخاب رئيس ونائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث ترشح المملكة لطيفة أخرباش لهذا المنصب، في خطوة تعكس طموحها لتعزيز حضورها داخل المنظمة القارية.
وتعتبر أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، واحدة من أبرز المرشحات لهذا المنصب، بالنظر إلى خبرتها الواسعة في الحقل الدبلوماسي والإعلامي، ما يجعلها في موقف قوي مقارنة بمنافسيها من الجزائر، مصر، وليبيا.
يأتي هذا الترشيح في إطار الإصلاحات التي بدأها الاتحاد الإفريقي سنة 2016، والتي تفرض مبدأ التناوب الجهوي والمساواة بين الجنسين، حيث ستكون هذه الدورة من نصيب مرشحة من شمال إفريقيا، وهو ما يمنح المغرب فرصة حقيقية للفوز، خاصة أن جميع المرشحين لمنصب الرئيس رجال، مما يضمن أن نائب الرئيس ستكون امرأة.
أخرباش.. كفاءة تؤهلها للمهمة
تتمتع لطيفة أخرباش بمسار مهني حافل، حيث شغلت منصب كاتبة دولة في الخارجية، كما تولت عدة مهام دبلوماسية، أبرزها كسفيرة للمغرب في بلغاريا وتونس. كما أنها قادت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري منذ 2018، ولها مساهمات أكاديمية في قضايا الإعلام والمرأة.
إقرأ أيضا: مفوضية الاتحاد الإفريقي يطلق نداء عاجلا لمواجهة وباء جدري القردة
وتتمثل رؤيتها لمستقبل الاتحاد الإفريقي في تعزيز الإصلاحات المؤسسية، تحقيق الاستقلال المالي، تحسين آليات اتخاذ القرار، وتقريب المنظمة من الشباب والنساء عبر سياسات أكثر شمولية.
توازنات متشابكة قبل الحسم
مع اقتراب موعد الانتخابات، تسعى الجزائر إلى عرقلة ترشيح المغرب من خلال محاولة تشكيل كتلة معارضة داخل المنظمة لمنع أخرباش من الحصول على الأغلبية المطلوبة. ورغم هذه المناورات، فإن المغرب يراهن على شبكة تحالفاته داخل القارة الإفريقية لتعزيز فرص فوزه.
يذكر أن هذه الانتخابات تندرج ضمن جهود المغرب لتوسيع نفوذه داخل الاتحاد الإفريقي، حيث يتنافس أيضا على رئاسة لجنة السلم والأمن الإفريقية، إلى جانب سعيه لتجديد عضويته في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد.
فهل ينجح المغرب في تحقيق اختراق دبلوماسي جديد داخل المنظمة الإفريقية؟ الأيام القليلة القادمة كفيلة بالإجابة.