من يقود سيارته عبر مدخل الدار البيضاء الجنوبي، وتحديدا مفترق سيدي معروف، يلاحظ تحولا كبيرا في ملامح المكان. الأشغال تسير بسرعة، والآليات لا تتوقف. الأمر لا يتعلق بترقيعات مؤقتة، بل بمشروع هندسي ضخم يغير وجه المدينة من الأساس.
الورش الذي انطلق قبل سبعة أشهر، أصبح اليوم في منتصف الطريق تقريبا، بعدما وصلت نسبة الأشغال إلى 40%، بحسب معطيات رسمية. والهدف واضح: فك خناق المرور في منطقة تعبرها أكثر من 140 ألف سيارة يوميا.
فكرة المشروع جاءت نتيجة اختناق مروري مزمن، والرد جاء بتصميم جديد، فيه “تربل” و”توربين” في آن واحد، أي دمج ذكي بين دائري كلاسيكي وحركية انسيابية حديثة، وهو ما يجري تنفيذه لأول مرة في المغرب.
المشروع لا يتوقف على هندسة المفترق، بل يمتد لتوسيع الطرق المرتبطة به، سواء الطريق السيار المداري أو الرابط بين الدار البيضاء وبرشيد، ليصل إلى خمس ممرات في كل اتجاه.
إقرأ أيضا: مشروع القنطرة والطريق تحت أرضي بسيدي البرنوصي يدخل مراحله النهائية
الأشغال تشمل بناء 8 منشآت فنية، من بينها جسور وممرات سفلية، وأيضا خلق مداخل جديدة لتمكين العربات من التنقل بسلاسة. وكل ذلك بكلفة إجمالية تقارب 500 مليون درهم، بتمويل من الدولة وجهة البيضاء وشركة الطرق السيارة.
هذا المفترق، إلى جانب مشاريع موازية في عين حرودة وغيرها، ينتظر أن يحدث فرقا حقيقيا في حركة السير، ويقلل من زمن التنقل، ويجعل الطرق أكثر أمانا، خصوصا مع اقتراب المغرب من موعد تنظيم كأس العالم 2030.