شهدت العاصمة الهولندية أمستردام مساء الخميس، حالة من التوتر الأمني غير مسبوقة، إثر اشتباكات عنيفة بين جماهير نادي أياكس أمستردام ونظيرتها من الجماهير الإسرائيلية التي تنتمي إلى فريق مكابي تل أبيب، في مباراة مثيرة ضمن منافسات الدوري الأوروبي. هذا التوتر لم يكن مجرد نتيجة لمنافسة رياضية، بل ترافق مع أبعاد سياسية قوية تتعلق بالصراع المستمر في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
الأحداث التي تلت المباراة تسببت في اندلاع مواجهات شديدة بين مشجعي الفريقين في عدة مناطق من المدينة. ووفقا للتقارير، تعرض مشجعو مكابي لهجوم من قبل مجموعة من المواطنين الهولنديين من أصول تركية ومغربية. حيث بدأت المواجهات بعد أن قام أحد مشجعي مكابي بتدمير العلم الفلسطيني، وهو الفعل الذي أشعل غضب الجماهير المتواجدة في المنطقة.
كما أفادت مصادر صحفية بأن الجماهير الهولندية ذات الأصول التركية والمغربية قد استهدفت مشجعين إسرائيليين بعد مغادرتهم للكازينو، حيث تعرض اثنان منهم للضرب المبرح وتم نقلهم إلى المستشفى بسبب الإصابات الواضحة على وجوههم. أما في حادثة أخرى، تعرض أحد مشجعي مكابي لمحاولة دفعه إلى النهر بعد أن تمت سرقة جواز سفره، مما دفع الشرطة إلى التدخل لتأمين سلامة المتواجدين.
تزايد التوتر السياسي بين المسلمين والإسرائيليين في هولندا
تأتي هذه الأحداث في وقت حساس يشهد فيه الشرق الأوسط توترات سياسية وعسكرية، وهو ما ينعكس على الأحداث الرياضية في أوروبا. ففي أمستردام، يقطن عدد كبير من الهولنديين من أصول مغربية وتركية، ما جعل مباراة أياكس مع مكابي تل أبيب مشتعلة بالبعد السياسي. جماهير أياكس وداعمو القضية الفلسطينية لم يترددوا في التعبير عن رفضهم لوجود الفريق الإسرائيلي، مما أدى إلى انقسام حاد في الشوارع الهولندية.
إلى جانب تلك الحوادث، شهدت المدينة أيضا اعتراضات احتجاجية من جانب شبان مؤيدين لفلسطين، الذين حاولوا تنظيم مظاهرة في محيط ملعب يوهان كرويف، حيث تقام المباراة. ولكن الشرطة الهولندية تدخلت على الفور وقيدت مكان الاحتجاج، ما أثار استياء المتظاهرين الذين هتفوا بشعارات سياسية تعكس موقفهم من الأحداث الجارية في الشرق الأوسط.
السلطات الإسرائيلية تتدخل لحماية مواطنيها
في ظل هذه الأجواء المتوترة، تدخلت السفارة الإسرائيلية في هولندا بشكل مباشر،.. حيث قامت بتنسيق عمليات نقل للمواطنين الإسرائيليين إلى أماكن آمنة بعيدا عن مناطق الاشتباكات. ووفقا لتقارير إعلامية، استمر الوضع في التأزم، حيث تم الإبلاغ عن محاولات خطف لمشجعين إسرائيليين،.. كما ظهرت مقاطع فيديو تظهر المشجعين الإسرائيليين يهربون عبر القنوات المائية لتفادي الاعتداءات.
ووسط هذه الأجواء المتفجرة، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت،.. السلطات الهولندية إلى التدخل العاجل من أجل حماية الجماهير الإسرائيلية. كما أشار إلى أن هناك تهديدا حقيقيا للحياة، محملا الحكومة الهولندية مسؤولية توفير الأمان للمواطنين في هذه الظروف الحساسة.