الأكثر مشاهدة

بين الأمواج والسيادة.. ولي العهد الأمير مولاي الحسن يثير جدلا في سبتة

لم يكن مشهدا عاديا ذلك الذي التقطته عدسات المصطافين والصحافة الإسبانية على شاطئ “تشوريللو” بمدينة سبتة المحتلة: ولي العهد الأمير مولاي الحسن، على متن يخته الترفيهي، يرسو بهدوء قبالة المياه الإقليمية للمدينة، قبل أن ينزل إلى الشاطئ محاطا بفريقه الأمني على دراجات مائية.

ظاهريا، قد يبدو الأمر جزءا من عطلة صيفية شبابية لا تختلف عن غيرها. غير أن رمزية المكان قلبت الزيارة إلى حدث سياسي بامتياز. ففي أعين كثير من المراقبين، ليست سبتة مجرد وجهة للراحة، بل مسرحا تاريخيا مشحونا بدلالات السيادة والتوترات الممتدة منذ قرون بين الرباط ومدريد.

صحيفة La Razón الإسبانية كانت من بين أوائل من رصد المشهد، مشيرة إلى أن حضور الأمير الشاب في هذا التوقيت لا يخلو من إشارات، لاسيما أن الملك محمد السادس نفسه سبق أن قام بخطوات مشابهة في السابق، ما يعزز قراءة الزيارة كرسالة سيادية مغلفة بملامح صيفية.

- Ad -

في المقابل، اختارت الحكومة الإسبانية الصمت، متجنبة أي تعليق رسمي، فيما نقلت مصادر دبلوماسية أن “الزيارة لم تخلف أي حادث دبلوماسي”، في ظل رغبة مشتركة بالحفاظ على مناخ هادئ من الحوار. هذا الصمت نفسه قد يكون مؤشراً على حساسية الموقف، حيث يدرك الطرفان أن رمزية المكان أكبر من مجرد رحلة بحرية.

على الشاطئ، كان للمشهد وقع آخر. بعض المصطافين الإسبان والمغاربة أبدوا إعجابهم بالحضور الهادئ والبسيط لولي العهد، معتبرين أن اللحظة تجمع بين السياسة والإنسانية: أمير يجلس على رمال مدينة متنازع عليها، وسط أجواء عادية من صيف البحر الأبيض المتوسط.

مقالات ذات صلة