لم تمر مداخلة وزير العدل عبد اللطيف وهبي داخل لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب مرور الكرام، إذ تحولت إلى لحظة سياسية لافتة أزاحت الستار عن التوترات التي تعيشها الأغلبية الحكومية.
فقد تحدث الوزير بصراحة غير معهودة عن “نقاش متوتر” يطبع العلاقة بين مكونات الحكومة، مؤكدا أن الخلافات وصلت في بعض المحطات إلى حد التفكير في الاستقالة، بسبب “الاختلاف العميق في الرؤى والمقاربات”.
وهبي، الذي لم يتردد في الاعتراف بأن حزبه لم يصوت معه في بعض القضايا الحساسة، أشار إلى أن رئيس الحكومة “يتبنى توجها محافظا يتجاوز حتى مواقف حزب الاستقلال”، مبرزا أن “قناعاته الفكرية والثقافية هي التي تحدد مسار القرار السياسي داخل الأغلبية، ما يجعل إقناعه أمرا معقدا يحتاج إلى نقاش طويل وحجج قوية”.
الوزير الذي بدا منفعلا خلال الجلسة، عبر عن تذمره من بطء الممارسة السياسية، مؤكدا أن “القرارات والقوانين تمر عبر مسار إداري طويل ومعقد، يتجاوز في أحيان كثيرة مدة الولاية الحكومية الواحدة”.
وأضاف: “نعيش وضعا يجعل الوزير أشبه بضيف في مأدبة لا يتحكم في طعامها ولا في توقيت خدمتها، فحتى أبسط المقترحات تصطدم أحيانا برفض غير مبرر من داخل الجهاز الإداري”.
وختم وهبي حديثه بتعبير صريح عن الإرهاق الذي تسببه الممارسة السياسية، قائلا: “كنا نستطيع إنجاز أشياء كثيرة، لكن البطء يقتل الأعصاب ويزرع فيك اليأس”.


