بعد أيام قليلة من حصولها على السراح، اختارت الممثلة والمؤثرة المغربية غيثة عصفور أن تتحدث بجرأة غير معهودة عن مشاعرها، من خلال سلسلة من “الستوريات” نشرتها على حسابها في “إنستغرام”. كلماتها لم تكن عابرة، بل بدت بمثابة بوح صادق يعكس حجم ارتباطها العميق بوالدها وشقيقها، اللذين تعتبرهما مصدر الثقة والأمان والدعم اللامشروط.
في رسائلها، التي مزجت بين الدارجة المغربية والفصحى والفرنسية والإنجليزية، لم تخف عصفور رغبتها في إعادة ترتيب حياتها النفسية بعد التجربة التي مرت بها، مؤكدة أن الأسرة هي الركيزة الأساسية لصمودها. وجاء في إحدى تدويناتها: “ولي بغاني ما بنا ليا قصر، ولي كرهني ما حفر ليا قبر”، قبل أن تضيف: “كيهموني 2 الرجال في حياتي، بابا وخويا، وراضين عليا سالينا والحمد لله”.
وفي رسالة مؤثرة إلى والدها باللغة الفرنسية، كتبت عصفور:
“شكرا أبي. في بلد تغلب عليه الذكورية، اخترت أن تكون نسويا ليس للدفاع عن المرأة عموما، بل من أجلي أنا. شكرا أبي أحبك…”.
وكانت السلطات القضائية قد قررت الإفراج عنها عقب تنازل المشتكية وحفظ الملف نهائيا، بعدما جرى توقيفها سابقا إثر اتهامات تتعلق بالفساد والمشاركة في الخيانة الزوجية، بناء على شكاية زوجة أحد الأشخاص.
تفاعل الجمهور مع هذه القضية كان لافتاً، إذ انقسم بين من تعاطف معها ومن وجه إليها النقد، غير أن إسدال الستار عليها أعاد إلى الممثلة الشابة بعضاً من الثقة والهدوء.
منشوراتها الأخيرة جاءت لتؤكد أنها ترغب في استعادة حياتها بعيدا عن الأحكام المسبقة، وأنها تجد في الحب العائلي السند الحقيقي الذي لا تهزه العواصف. وفي الوقت الذي اعتاد فيه جمهورها على رؤية الجانب الفني من شخصيتها، قررت غيثة أن تكشف عن قلب نابض بالصدق، وعن إنسانة تبحث عن إعادة بناء ذاتها على أسس أكثر صلابة.


