فاجأ طارق الزفزافي، نجل الناشط المعروف أحمد الزفزافي، الرأي العام بخبر مؤلم كشف فيه عن إصابة والده بمرض خبيث، وصفه بـ”اللعين”، في إشارة إلى السرطان. الخبر جاء في تدوينة مؤثرة نشرها على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، حملت في طياتها مشاعر الصدمة والحزن العميق.
وفي رسالته الرقمية، أوضح طارق أن والده الرائع – كما وصفه – خضع لتحاليل طبية دقيقة كشفت عن إصابته بالمرض، وهو ما وضع العائلة أمام واقع صحي صعب. وأضاف أن عددا كبيرا من المتعاطفين كانوا يسألون عن حالة والده، فاختار أن يكون شفافا معهم، ويشاركهم الحقيقة المرة بكامل الأسى.
الصدى الإنساني للخبر لم يلبث أن تجسد بشكل قوي حين اختار ناصر الزفزافي، القابع خلف أسوار السجن، أن يبعث برسالة قصيرة لكنها عميقة إلى والده، جاء فيها: “كن قويا، أبي العزيز”. كلمات معدودة، لكنها تختزل حجم الألم والتلاحم الأسري الذي ما فتئ يتعزز في ظل الظروف القاسية التي تمر منها العائلة.
ويعد أحمد الزفزافي من الأسماء البارزة التي رافقت حراك الريف منذ بداياته، ليس فقط بصفته والد قائد الحراك ناصر، بل كصوت مدني ظل حاضرا في النقاش الحقوقي ومساندا لمطالب المنطقة، ومنتقدا لمن أراد الركوب عليها واستغلالها من أجل أجندات خارجية خبيثة. وبفضل مواقفه الإنسانية ومساندته المستمرة لابنه، اكتسب احتراما وتضامنا واسعين داخل المغرب وخارجه.
اليوم، يواجه الرجل الذي كان حاضرا في الصفوف الأمامية للمرافعة عن مطالب الريف المغربي، معركة جديدة – لكنها صحية – تتطلب نفس الصبر والمقاومة. وفي ظل هذه المحنة، تعالت الدعوات من نشطاء حقوقيين ومتضامنين بالدعاء له بالشفاء والدعوة لتوفير ظروف طبية لائقة له.
رحلة أحمد الزفزافي مع المرض تنضاف إلى مسار نضالي طويل، لكن هذه المرة، الخصم مختلف… والرهان إنساني بامتياز.