وسط أجواء سياسية مشحونة بالتحديات، واصل حزب التجمع الوطني للأحرار جولة “مسار الإنجازات” في محطتها الرابعة بمدينة أكادير، بعد أن سبق له أن نظم لقاءات مماثلة بكل من الداخلة، العيون وكلميم. الجولة التي توصف من طرف قيادة الحزب بـ”التواصلية”، تسعى إلى استعراض ما تحقق خلال المرحلة الحكومية الراهنة.
عزيز أخنوش، رئيس الحكومة وزعيم الحزب، لم يخف فخره وهو يخاطب أبناء منطقته قائلا: “أنا ابن سوس وهنا فين تعلمت السياسة.. أنا ولدكم، والتربية السياسية ديالكم هي اللي وصلتني لرئاسة الحكومة”.
كلمات أراد من خلالها التذكير بجذوره وانتمائه لمجتمع سوسي شكل مدرسة للعديد من الفاعلين السياسيين، لكنه أيضا أرفقها برسائل واضحة حول الأداء الحكومي.
ففي كلمته أمام مناضلي حزبه، شدد أخنوش على أن ما تم تحقيقه لا يقاس بالشعارات، بل بالمؤشرات الملموسة، مذكرا بأن نسب النمو وصلت إلى 3.8%، مع توقعات بتجاوز 4% خلال السنة الجارية، بينما التضخم الذي بلغ 6% في السنة الماضية قد يتراجع إلى 2% إذا بقيت الظروف مستقرة.
ولم يفوت الفرصة للتذكير بما وصفه بـ”الإنجازات الاجتماعية”،.. كزيادة الأجور في عدة قطاعات من ضمنها التعليم، الصحة،.. والإدارة، مؤكدا أن الحكومة راهنت على تحسين الظروف الاقتصادية للمغاربة، رغم الظرفية الدولية الصعبة.
أما عن أفق العمل السياسي، فقد شدد على أن “مسار الإنجازات” ليس مجرد جولة دعائية،.. بل هو تعاقد مباشر مع المواطنين،.. مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستعرف توسيع الحوار مع السكان المحليين في أكثر من 70 جماعة ترابية بمختلف جهات المملكة.
الجولة التي حملت في طياتها طابعا تواصليا، لم تخف أيضا الطابع الانتخابي الاستباقي لها،.. في وقت بدأت فيه الأحزاب الاستعداد المبكر لمعركة 2026،.. ما يجعل من “مسار الإنجازات” ليس فقط استعراضا للحصيلة، بل أيضا تمرينا مبكرا على كسب معركة الثقة.