في خطوة أثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية والعسكرية الإسبانية، أصدر الأدميرال الإسباني المتقاعد خوان رودريغيز جارات، الذي خدم في البحرية الإسبانية لأكثر من أربعة عقود، كتابا جديدا بعنوان “طبول الحرب”. الكتاب يلقي الضوء على المخاطر الاستراتيجية التي تهدد إسبانيا من الدول المغاربية، مع التركيز على المغرب والجزائر.
الأدميرال، المعروف بآرائه المثيرة للجدل، وصف المغرب بأنه “جار غير مريح” يعتمد أسلوب الحرب الهجينة لتحقيق أهدافه، بينما اعتبر الجزائر تهديدا أكبر للغرب بسبب امتلاكها غواصات متطورة. وفي حوار صحفي، أوضح جارات أن المغرب لا يشكل خطرا عسكريا مباشرا على إسبانيا، لكنه يعتمد أدوات غير تقليدية مثل تحريك موجات الهجرة أو إثارة قضايا مثل سبتة ومليلية لإرباك إسبانيا.
بحسب الأدميرال الإسباني، يركز المغرب بشكل أساسي على تعزيز قوته العسكرية تجاه الجزائر ومنطقة الساحل الإفريقي بشراءه صواريخ بعيدة المدى، في ظل الصراع الدائر حول قضية الصحراء. وفسر ذلك بأن الأسلحة والمعدات التي اقتناها المغرب مؤخرا تظهر أن اهتمامه منصب على التوازن مع الجزائر أكثر من تهديد إسبانيا. مشيرا إلى أن عدم امتلاك المغرب غواصات دليل على عدم تركيزه في الوقت الحالي على إسبانيا. ووصف الأميرال الغواصات بسلاح الضعفاء.
على النقيض، يرى جارات أن الجزائر تمثل تهديدا أوسع للغرب عموما. وأشار إلى أن الجزائر تمتلك غواصات متطورة قادرة على تنفيذ عمليات استراتيجية قد تهدد المصالح الغربية. واعتبر هذه الغواصات أحد العوامل التي تجعل الجزائر أكثر خطورة مقارنة بالمغرب.
يأتي هذا الكتاب في وقت حساس يشهد فيه البحر الأبيض المتوسط توترات سياسية وعسكرية متصاعدة. ويرى مراقبون أن تصريحات الأدميرال تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية تعزيز الدفاعات الإسبانية، لكنها في الوقت ذاته قد تزيد من تعقيد العلاقات بين إسبانيا وجيرانها المغاربيين.