رغم تداول صور ومقاطع فيديو تظهر مقاعد فارغة في إحدى البواخر المتجهة من طريفة الإسبانية نحو ميناء طنجة المدينة، رافقتها تعليقات تشكك في حجم الإقبال على زيارة المغرب هذا الصيف، إلا أن المعطيات الرسمية تعكس واقعا مغايرا كليا.
فقد أوضح مصدر من داخل إدارة ميناء طنجة المدينة، أن المعطيات المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي لا تعكس الأرقام الحقيقية المسجلة ميدانيا، والتي أظهرت ارتفاعا في حركة العبور خلال عملية “مرحبا 2025”. وأكد المصدر ذاته، الذي رفض ذكر اسمه بحكم عدم تخويله بالتصريح الإعلامي، أن عدد المسافرين الذين دخلوا أو غادروا عبر الميناء منذ انطلاق العملية وحتى يوم الأحد الأخير، بلغ حوالي 290 ألف مسافر، مقابل 266 ألف خلال نفس الفترة من العام الماضي، أي بنسبة ارتفاع وصلت إلى 8.8%.
وأوضح المصدر أن الجزء الأكبر من هؤلاء هم القادمون إلى المغرب، حيث تجاوز عددهم 200 ألف مسافر، مقارنة مع نحو 90 ألف غادروا التراب الوطني في الاتجاه المعاكس. كما عرفت حركة عبور السيارات بدورها زيادة ملحوظة، إذ صعد الرقم من 38 ألف عربة العام الماضي إلى 41 ألف هذه السنة، بنسبة نمو بلغت 6.7%.
المصدر المسؤول نفسه أشار إلى أن الفترة ما بين 17 و27 يوليوز الجاري شهدت ارتفاعا في عدد الوافدين على ميناء طنجة المدينة، بنسبة تفوق 30% مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2024، وهو ما يفند، بحسب تعبيره، القراءات المتشائمة التي تربط ضعف الإقبال المفترض بارتفاع تكاليف الإقامة والاستهلاك في المغرب.
وتأتي هذه المعطيات لتكسر خطاب “العزوف عن زيارة الوطن” الذي تبناه بعض نشطاء المنصات الاجتماعية، ممن استندوا إلى صور محدودة الانتشار لبواخر شبه فارغة، وأرجعوا السبب إلى الارتفاع الملحوظ في الأسعار داخل البلاد، سواء على مستوى المواد الغذائية أو خدمات الإيواء والمطاعم.
لكن، وبحسب الأرقام الرسمية لميناء طنجة المدينة، فإن وتيرة عودة مغاربة الخارج لا تزال في تصاعد، ويتوقع أن تتجاوز إجماليا مستويات السنة الماضية.