بأرقام غير مسبوقة وإصلاحات نوعية، دخلت المنظومة التعليمية الوطنية موسمها الدراسي 2025/2026، مؤكدة دينامية متواصلة في تعميم التمدرس وتطوير المدرسة العمومية. فقد بلغ عدد التلاميذ المسجلين هذا الموسم 8,2 ملايين تلميذ، منهم نحو 985 ألف طفل في التعليم الأولي، بينما استقبل التعليم العمومي وحده أكثر من 7 ملايين متعلم، ما يعكس حجم الجهود المبذولة لتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية وضمان الحق في التعلم للجميع.
وعلى مستوى البنية التربوية، واصل المغرب توسيع شبكة المؤسسات التعليمية الرائدة، حيث انضمت هذه السنة 2008 مدرسة ابتدائية و554 إعدادية إلى شبكة المدارس النموذجية، ليصل مجموعها إلى 4634 مؤسسة ابتدائية و786 إعدادية.
اللغات بدورها كانت في صلب الإصلاح؛ إذ يرتقب أن يشمل تدريس الأمازيغية نصف المدارس الابتدائية على الصعيد الوطني ابتداء من هذا الموسم، في حين تم تعميم اللغة الإنجليزية على جميع مستويات السلك الإعدادي، في خطوة تعكس إرادة الدولة في جعل المدرسة المغربية منفتحة على التعدد اللغوي ومواكبة لمتطلبات المستقبل.
أما إدماج الأطفال في وضعية إعاقة، فقد خصه البرنامج التربوي الجديد بعناية خاصة، عبر توفير أطر بيداغوجية مؤهلة وآليات دعم إضافية تضمن تكافؤ الفرص.
من جانب آخر، شهدت منظومة التقويم التربوي مراجعة شاملة، سواء في ما يتعلق بالمراقبة المستمرة التي أصبحت موحدة على الصعيد الوطني ومؤطرة زمنيا، أو بامتحانات نهاية الأسلاك. فقد تم اعتماد رزنامة جديدة تضمن الانسجام بين المستويات، مع تحديد تاريخ 30 ماي 2026 لانتهاء الدراسة بالنسبة لتلاميذ السنة الثانية بكالوريا، و30 يونيو 2026 لباقي المستويات. الأهم أن امتحانات البكالوريا ستخضع لرقمنة كاملة من التسجيل وحتى عملية التصحيح، في خطوة وصفت بالتحول الكبير نحو الشفافية والنجاعة.
إلى جانب ذلك، يتواصل تعميم الخدمات الرقمية للتسجيل والتتبع المدرسي، إضافة إلى برنامج وطني للدعم التربوي والأنشطة الثقافية والرياضية، مع تكثيف التكوين المستمر لفائدة المدرسين إلى غاية يوليوز 2026.