تواصل أسعار الدجاج بمدينة الدار البيضاء ارتفاعها بشكل لافت، مثيرة استياء الأسر المغربية التي باتت تجد صعوبة في تلبية حاجياتها الغذائية الأساسية. فقد بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج بأسواق الجملة 14 درهما، بينما وصل في بعض الأسواق والمجازر إلى 18 درهما، في ارتفاع وصفه المهنيون بـ”المهول وغير المسبوق”.
وأفاد أحد المهنيين في قطاع الدواجن أن هذا الارتفاع لا يقتصر على البيضاء فقط، بل شمل عددا من المدن المغربية، مؤكدا أن الأسباب متعددة، أبرزها ارتفاع كلفة الأعلاف والطاقة والنقل، إضافة إلى الاضطرابات في سلسلة التوزيع التي ساهمت في رفع الأسعار النهائية على المستهلك.
وأوضح المتحدث أن هذا الوضع يخلق ارتباكا حقيقيا في ميزانية الأسر، خصوصا أن الدجاج يعتبر الخيار البديل عندما تشهد أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعا، مشيرا إلى أن المواطنين أصبحوا اليوم بين نارين: لحوم حمراء تفوق القدرة الشرائية، ودجاج لم يعد في متناول الجميع.
ويؤكد المهنيون أن استمرار هذا المنحى التصاعدي ينذر بموجة غلاء جديدة إذا لم تتدخل السلطات لتنظيم السوق وضبط أسعار الأعلاف والدعم الموجه للقطاع، معتبرين أن القدرة الشرائية للمغاربة بلغت حدودها القصوى، وأن أي ارتفاع إضافي سيعمق الأزمة الاجتماعية أكثر.
وفي ظل هذه التطورات، باتت موائد العديد من الأسر تخلو من الدجاج الذي كان رمزا للأكل الشعبي والمناسبات العائلية البسيطة، ليتحول اليوم إلى منتوج فاخر في أعين الكثيرين.