تواجه مناطق حد السوالم وسيدي رحال الشاطئ بجهة الدار البيضاء سطات أزمة حادة في توفير المياه الصالحة للشرب، لتنضم بذلك إلى سيدي بنور وجزء من الجديدة وبرشيد، التي تعاني من نفس المشكلة. في ظل هذه الظروف الصعبة،.. بدأت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء الشاوية بتطبيق إجراءات لخفض صبيب المياه إلى أدنى مستوى على مدار اليوم منذ منتصف الأسبوع الماضي،.. وهي مستمرة حتى الآن.
وقد لجأت الوكالة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع السكان وإبلاغهم بالإجراءات المتخذة،.. داعية الجميع إلى ترشيد استهلاك المياه في كافة النشاطات اليومية. لكن هذا الإجراء لم يلق رضا السكان الذين وجدوا أنفسهم في وضعية حرجة،.. حيث باتوا يعتمدون على كميات المياه القليلة المخزنة والتي بالكاد تكفي للشرب،.. ناهيك عن باقي الاستخدامات الأخرى مثل النظافة وغسل الأواني.
مثلما هو الحال في سيدي بنور،.. تكتفي الوكالات المستقلة بإصدار إعلانات بقطع أو خفض صبيب المياه دون تقديم تفاصيل إضافية حول الإجراءات المصاحبة لتوفير المياه،.. مما يجعل العودة إلى الوضع الطبيعي في حكم الغيب. وتعود هذه الاضطرابات إلى النقص الحاد في الموارد المائية في حوض أم الربيع وسد سيدي سعيد بن معاشو، حيث أثرت التغيرات المناخية وتوالي مواسم الجفاف وقلة الأمطار وتراكم الوحل على منسوب المياه في منشآت التخزين، التي تراجعت إلى أقل من 5%.
حل أزمة المياه بالدار البيضاء
منذ 5 يوليو الجاري، تعلن الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء وتدبير التطهير السائل في الجديدة وسيدي بنور عن مراحل لقطع التزويد بالماء الصالح للشرب تبدأ من الساعة العاشرة والنصف ليلا حتى الخامسة والنصف صباحا. وقد أقر طارق حمان، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب،.. بوجود مشكلات في تزويد مناطق الدار البيضاء وسطات وبرشيد والمناطق المجاورة كالبير الجديد وحد السوالم وسيدي رحال الشاطئ بالمياه الصالحة للشرب،.. مشيرا إلى أن الحل النهائي لهذه الأزمة قد يكون جاهزا في عام 2026.. عند بدء استغلال الشطر الأول من مشروع تحلية مياه البحر بمنطقة المهارزة.
إقرأ أيضا: نزار بركة يستنجد بالطاقة النووية لمواجهة أزمة الماء
وأوضح حمان أن هذه المحطة، التي سيتم إنجازها على مرحلتين،.. ستساهم في تزويد حوالي 7.5 ملايين شخص في الجهة بالماء الصالح للشرب. في الشطر الأول، الذي يتوقع أن يبدأ في نهاية 2026، ستبلغ القدرة الإنتاجية 200 مليون متر مكعب سنويا،.. لترتفع إلى 300 مليون متر مكعب في الشطر الثاني المقرر استغلاله في منتصف 2028،.. منها 50 مليون متر مكعب للاستخدام الفلاحي.
الحلول المستعجلة
أفادت مصادر من وزارة التجهيز والماء بأن هذا المشكل سيتم حله قريبا،.. إذ سيتم البدء في تزويد الجهة بالمياه المحلاة ابتداء من شهر شتنبر المقبل،.. من خلال المياه التي يعكف المكتب الشريف للفوسفات على معالجتها.
وسيتم تزويد الجهة بالمياه المتأتية من محطة المجمع الشريف للفوسفات،.. في انتظار تشغيل محطة تحلية مياه البحر للدار البيضاء،.. التي أعطى صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن انطلاقة أشغال إنجازها في العاشر من يونيو الماضي.
وفقا لذات المصدر،.. تم الاتفاق مع المكتب الشريف للفوسفات على تزويد المنطقة بالمياه المحلاة.. عبر ربط المحطة الموجودة بخريبكة بمدينة الدار البيضاء عبر قنوات ربط خاصة. يتوقع أن يكون المشروع جاهزا بحلول شهر شتنبر،.. مما يعني أن شهري يوليوز وغشت سيكونان فترات حرجة تشهد انقطاعا للماء أحيانا وانخفاضا في الصبيب خلال المساء.
يعمل المكتب الشريف للفوسفات على ربط خريبكة بالجرف الأصفر عبر قنوات مائية،.. بينما تعمل وزارة التجهيز والماء على إنشاء قناة ربط بين الجرف الأصفر وسد الدورات. سيتم نقل المياه المحلاة عبر هذه القنوات لتزويد مناطق الدار البيضاء الجنوبية،.. وبرشيد، وحد السوالم، وسطات بالماء الصالح للشرب.
تعمل الوزارة بالتعاون مع شركائها لوضع خطة لتزويد كل منطقة بالماء كل عشرة أيام،.. حيث تجتمع لجنة مشتركة يوميا لتحديد كمية الماء المطلوبة لكل منطقة. حاليا، يتم تزويد مدينة الجديدة بـ50 ألف متر مكعب يوميا،.. بينما تحصل الدار البيضاء الشمالية،.. التي يتم تزويدها من سد أبي رقراق، على 5000 متر مكعب يوميا. أما الدار البيضاء الجنوبية فتزود بـ600 لتر مكعب في الثانية.
من المتوقع أن تسهم هذه الجهود في تحسين الوضع المائي في جهة الدار البيضاء سطات. وضمان تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب بانتظام وثبات.