مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتزايد حدة أزمة النقل العمومي في المغرب، وتبرز بشكل لافت على مستوى محطات النقل الطرقي، لا سيما مع توافد أعداد كبيرة من المسافرين الراغبين في قضاء هذه المناسبة الدينية مع عائلاتهم. المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، طنجة، الرباط، والقنيطرة تشهد ازدحاما كبيرا في محطات الحافلات، مع توجه الكثيرين نحو وجهات الجنوب والجنوب الشرقي.
ويعزو مصطفى الكيحل، الكاتب الوطني للنقل الطرقي بالمغرب، هذه الأزمة إلى “غياب التنسيق بين أرباب النقل الطرقي والقطاعات الوزارية المعنية”، مؤكدا أن المهنيين يعانون من تداعيات الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار المحروقات، مما يؤدي إلى تآكل أرباحهم ويضعهم في مواجهة صعبة مع المواطنين الذين يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة.
وأوضح الكيحل أن محطة أولاد زيان بالدار البيضاء، التي تعد نموذجا وطنيا، تشهد غيابا واضحا للمسافرين،.. مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأضاف أن ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام أثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين، مما جعلهم يترددون في السفر.
ورغم وفرة وسائل النقل الطرقي، إلا أن الطلب لا يزال ضعيفا، وهو ما يعكسه استقرار أسعار تذاكر الحافلات في متناول الجميع. ووفقا للكيحل، فإن “نسبة كبيرة من أرباح التذاكر تذهب للمحروقات”، مما يجعل هامش الربح ضئيلا بالنسبة للمهنيين، خاصة على الخطوط الطويلة.
في هذا السياق، أكد عابدين زيدان، الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للنقل الطرقي للمسافرين،.. أن القطاع مستعد لتلبية احتياجات المواطنين خلال هذه الفترة الحيوية،.. مشيرا إلى توفر عرض كبير من الحافلات وتشكيل لجان مختلطة لضمان سير الأمور بسلاسة. ودعا زيدان المواطنين إلى “اقتناء تذاكرهم مباشرة من الشبابيك لتجنب الوقوع ضحية للوسطاء”.
وأضاف زيدان أن السلطات المحلية تعمل بجد لضمان عدم ارتفاع أسعار التذاكر بشكل غير مبرر،.. إلا أن القانون يسمح بزيادة قانونية تتراوح بين 20 و25 في المائة في حالات الرحلات الاستثنائية حيث تعود الحافلات فارغة.
وأشار إلى أهمية توخي الحذر أثناء السفر لضمان مرور عيد الأضحى بأمان وسلام،.. وتجنب حوادث السير التي قد تعكر صفو هذه المناسبة السعيدة.
إجراءات استثنائية لمواجهة أزمة النقل
وفي إطار الجهود المبذولة للتصدي للأزمة، تعمل السلطات على منح رخص استثنائية لسد النقص في بعض الخطوط،.. كما يتم التنسيق مع المهنيين لتوفير خدمة نقل ملائمة وفي متناول المواطنين. وتؤكد النقابات المعنية أن هذه التدابير تأتي لضمان سهولة تنقل المواطنين وتمكينهم من الاحتفال بعيد الأضحى مع ذويهم بسلام.
ويبقى التحدي الأكبر متمثلًا في التوفيق بين توفير خدمة نقل فعالة وبين الحفاظ على التوازن الاقتصادي للقطاع،.. في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها المغرب. ومع اقتراب عيد الأضحى، يبقى الأمل معقودا على تجاوز هذه التحديات بما يضمن راحة وسلامة المواطنين خلال سفرهم للاحتفال بهذه المناسبة الدينية.