الأكثر مشاهدة

أزمة طلبة الطب والصيدلة تتصاعد في المغرب

مع اقتراب الموسم الجامعي الجديد في المغرب، لا تزال الأزمة التي تجمع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مع طلبة الطب والصيدلة تلقي بظلالها على المشهد الأكاديمي. فمع تساؤلات متصاعدة حول مصير السنة الدراسية الماضية وما إذا كان الوضع سيتجه نحو إعلان “سنة بيضاء”، يبدو أن الأزمة قد تدخل مرحلة جديدة من التصعيد.

أحد مصادر اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة أشار إلى أن الامتحانات الاستدراكية للدورة الخريفية تقترب، حيث من المقرر أن تبدأ بعد أسبوع. وأضاف المصدر أنه في حال عدم التوصل إلى حل للأزمة قبل هذه الامتحانات، فقد يجد الطلبة أنفسهم أمام احتمالين: إما سنة بيضاء، أو بداية الموسم الجامعي الجديد في يناير 2025، وهو سيناريو صعب التحقيق.

تصعيد جديد في أزمة طلبة الطب والصيدلة

المصدر ذاته شرح بأن المدة اللازمة لإجراء دورة امتحانات واحدة لا تقل عن أسبوعين،.. مع ضرورة تخصيص 14 يوما لكل من الدورتين العادية والاستدراكية،.. واحتساب فترات فاصلة بينهما، مما يجعل المدة الإجمالية تصل إلى ثلاثة أشهر ونصف،.. وهو ما يعقد الجدول الزمني للموسم الجامعي.

- Ad -

وفي سياق الجهود لحل الأزمة،.. عقد اجتماع بين رئيسي الفريقين النيابي لحزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار يوم 28 غشت 2024 في إطار وساطة برلمانية. لكن الاجتماع شهد غياب أولياء أمور الطلبة، مما أثار بعض التساؤلات حول فعالية الوساطة.

وأشار مصدر مطلع على الاجتماع إلى أن المفاوضات مع الطلبة أحرزت تقدما ملموسا،.. حيث تم تلبية 48 مطلبا من أصل 49، ولا يزال الخلاف قائما حول تقليص مدة التكوين من 7 إلى 6 سنوات.

لكن اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة عبرت عن رفضها الشديد لإدخال أولياء الأمور في الحوار،.. معتبرة أن الطلبة هم الأطراف الرئيسية في الأزمة، ويجب أن يكونوا الوحيدين الذين يشاركون في المناقشات مع الوزارة.

من جهة أخرى، تستمر وزارة التعليم العالي في تجنب التعليق على الأزمة علنًا، ما يترك المتابعين في حالة من الترقب. ويذكر أن الطلبة سبق أن قاطعوا امتحانات الدورة الربيعية، كما قاطع معظمهم أيضا الامتحانات الاستدراكية،.. حيث كانت كليات الطب والصيدلة بالمغرب شبه خالية من الطلبة أثناء فترات الامتحانات، بحسب مصادر ميدانية.

وتشير إحصائيات اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة إلى أن نسبة مقاطعة الامتحانات تجاوزت 90%،.. مع تأكيدات بأن النسبة وصلت إلى 94% في كليات الطب والصيدلة العمومية. تأتي هذه النسب الكبيرة تأكيدا على استمرار الطلبة في مقاطعة الامتحانات كوسيلة للضغط على الحكومة من أجل التراجع عن ما يصفونه بالقرارات “التعسفية” التي لم يتم إلغاؤها حتى الآن.

ومع استمرار هذا التصعيد، يبقى مصير الموسم الجامعي مجهولا،.. وسط انتظار الطلبة لحل يضمن تحقيق مطالبهم، ويجنبهم خسارة سنة دراسية كاملة.

مقالات ذات صلة