تتفاقم يوما بعد آخر أزمة الماء الشروب في عدد من الجماعات القروية بإقليم سطات، وسط صمت الجهات المعنية وغياب أي إشعار رسمي يسبق الانقطاعات المتكررة. واقع مقلق يجعل ساكنة دواوير متعددة، خاصة بجماعة امزورة، تعيش منذ أيام على وقع “أسبوع عطش حقيقي” لم تجد له تفسيرا مقنعا رغم كل محاولات التوضيح أو التماس الجواب.
المشهد في الميدان يكشف عن معاناة متفاقمة لمجموعة من الأسر، التي وجدت نفسها مضطرة إلى الاعتماد على مصادر تقليدية بديلة، أو تخزين المياه في براميل صغيرة تحسبا لانقطاعات مفاجئة، باتت تحدث بشكل متكرر دون سابق إنذار.
المتضررون في دواوير مثل المسألة وأولاد داوود والكرايم، يؤكدون أن غياب التواصل مع الساكنة وعدم إخطارهم ببرامج الانقطاع، عمّق من الإحساس بالإهمال والعزلة، خصوصا أن هذه الدواوير تضم مؤسسات تعليمية مثل مجموعة مدارس الكرايم، التي تأثرت بدورها بهذا التوقف الحاد في التزويد بالماء، مما خلق صعوبات للطاقم التربوي والتلاميذ على حد سواء في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتدهور ظروف النظافة.
مصادر محلية كشفت لـ”آنفا نيوز” أن الأعطاب التقنية التي تشهدها شبكات توزيع الماء باتت ظاهرة مألوفة ومتكررة، ولا يتم إصلاحها بشكل استعجالي، ما يجعل الساكنة في بحث دائم عن حلول فردية، أبرزها جلب المياه من مناطق بعيدة على متن الدواب أو العربات، في مشهد يعيد إلى الأذهان فصولا من التهميش العميق الذي يطبع واقع عدد من المناطق القروية.
ورغم تكرار الشكايات والنداءات، سواء من خلال المقالات الصحفية أو المبادرات المجتمعية، لا تزال الجهات المسؤولة، سواء الوكالة المكلفة بالتوزيع أو المصالح الجماعية، تلتزم الصمت، دون أي تحرك فعلي لمعالجة المشكل أو حتى التواصل مع السكان لتفسير الانقطاعات أو تقديم جدول زمني لاستئناف التزود بالماء.