لم تمر الأيام القليلة الماضية بهدوء على سكان مدينة الدار البيضاء، حيث فوجئ المواطنون بارتفاع صاروخي في أسعار البصل داخل الأسواق والمحلات، إذ تجاوز ثمن الكيلوغرام الواحد عتبة 10 دراهم، بعدما كان لا يتجاوز 6 دراهم قبل أقل من أسبوع. هذا التغير المفاجئ في الأسعار فجر موجة من الغضب في صفوف المستهلكين، الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بلهيب غلاء جديد يطال إحدى الخضر الأساسية في المائدة المغربية.
وسط هذا التوتر، خرج الفاعل النقابي سعيد بوسمارة، عن الفيدرالية الديمقراطية للشغل، ليكشف ما وصفه بـ”خيوط الاحتكار” التي تتحكم في سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء. بوسمارة اتهم بعض المهنيين المنتسبين لجمعية تنشط في السوق المذكور بتخزين كميات هائلة من البصل داخل مستودعات جماعية مكتراة، بغرض التلاعب في الأسعار وخلق ندرة مصطنعة تلهب السوق وتضر بالمستهلك.
إدارة السوق تنفي الاحتكار وترجع الأزمة إلى تراجع البصل الجاف
لكن في المقابل، سارع جعفر صبان، مدير سوق الجملة للخضر والفواكه التابع لشركة الدار البيضاء للخدمات، إلى نفي وجود أي ممارسات احتكارية، مرجعا أسباب الغلاء إلى نهاية موسم البصل الجاف، وتراجع كميات المعروض منه، مشددا على أن الأسعار تخضع في النهاية لمنطق العرض والطلب.
وأضاف صبان، في تصريح إعلامي، أن هناك صنفا آخر من البصل، يعرف بـ”الخضارية”، لا يتجاوز سعره في السوق 3.5 دراهم للكيلوغرام، إلا أن المستهلكين يفضلون البصل الجاف، ما يرفع الضغط على هذا الأخير ويزيد من أسعاره تلقائيا.
إقرأ أيضا: البصل يشهد موجة غلاء غير مسبوقة في أسواق الدار البيضاء
ورغم هذا التبرير، فإن حالة الغليان في سوق الجملة لم تهدأ، حيث شهدت الأيام الأخيرة احتجاجات نظمتها الفيدرالية الديمقراطية للشغل، رفع فيها التجار شعارات تندد بما سموه “الفساد المستشري” و”نهب المال العام” داخل السوق، مطالبين بفتح تحقيق قضائي ومحاسبة المتورطين في ما وصفوه بتحكم “المافيا” في الخضر والفواكه، وخاصة البصل، الذي أضحى سلعة ملتهبة فوق طاقة المواطن المغربي البسيط.
كما لم يتردد المحتجون في دعوة والي جهة الدار البيضاء سطات، محمد امهيدية، إلى التدخل العاجل، إلى جانب المجلس الجهوي للحسابات، للوقوف على ما يحدث داخل هذا المرفق الحيوي، الذي بات مرادفا للاحتقان والفوضى بدل أن يكون رافعة لتوزيع الخضر بأسعار منصفة.