أصبح الكاكاو “الشوكولاتة “الخام أكثر تكلفة بشكل كبير. والسبب هو فشل المحاصيل في ساحل العاج وغانا وبينما ترتفع أسعار الشوكولاتة هنا، فإن منتجي الكاكاو في أفريقيا يشهدون دراما حقيقية.
أنفانيوز ـ بقلم بشرى الخطابي
منذ أن عمل سياكا سيلا في تجارة الكاكاو، لم يسبق له أن رأى مستودع تعاونيته فارغا إلى هذا الحد: “عادة ما يكون مليئا بالكاكاو الآن. ولكنه الآن فارغ، وجميع المنصات فارغة”. المزاج العام مكتئب، وليس فقط في سيلا في هيرمانكونو في جنوب ساحل العاج.في جميع أنحاء البلاد، تسبب هطول الأمطار فوق المتوسط في إتلاف الأزهار أولا. غالبا ما كانت الثمار التي تم قطفها في النهاية تتعفن من الداخل – نتيجة فترة الرطوبة الطويلة. يقول المزارع إبراهيم من التعاونية: “لقد أنتجنا هذا العام أقل، ربما الربع فقط مقارنة بالعام الماضي”.
ارتفاع أسعار الكاكاو والسكر والشوكولاتة
وجاء ما يقرب من نصف واردات ألمانيا العام الماضي من ساحل العاج، التي تعد أيضا أكبر منتج للكاكاو في العالم. والأسوأ من ذلك أن أداء ثاني أهم دولة كاكاو، وهي غانا المجاورة، لم يكن في وضع أفضل كثيرا. هنا أدى المطر إلى انتشار واسع النطاق لمرض فطري يسمى “القرنة السوداء” والذي أدى إلى مقتل عشرة بالمائة من المحصول.
والمزيد من الباحثين عن الذهب غير القانونيين يشترون الأراضي الزراعية. غالبا ما يبيع المزارعون تحت الضغط الاقتصادي. لقد تقلصت المساحة المزروعة الآن بشكل ملحوظ. غالبا ما يكون طفرة الذهب مصحوبة بتسمم المياه وإزالة الغابات – وتصبح الأرض غير صالحة للاستعمال لفترة طويلة.
نتيجة كل هذه المشاكل هي ارتفاع أسعار المواد الخام بشكل كبير. وفي ألمانيا، ارتفعت أسعار استيراد حبوب الكاكاو وحبيبات حبوب الكاكاو بنسبة 54 في المائة تقريباً في أكتوبر مقارنة بالعام السابق، وبالنسبة لكتلة الكاكاو وزبدة الكاكاو فقد تجاوزت 27 في المائة. ولأنك تحتاج إلى السكر لصنع الشوكولاتة، فإنه يلعب في النهاية دورا في أسعار المنتجين. وارتفعت أسعار المنتجين الألمان للسكر بنسبة 26 في المائة في نفس الفترة، وفقا لمكتب الإحصاء الاتحادي.
ليست كل الاحتمالات جيدة لمحبي الشوكولاتة أمام شجرة عيد الميلاد. ومع ذلك، قامت صناعة الحلويات الألمانية بإخراج 167 مليون بابا نويل من خط الإنتاج بمناسبة العيد الكبير. وهذا أقل بنسبة واحد بالمائة فقط عما كان عليه في العام السابق، على الرغم من أن تكاليف الإنتاج لكل علبة شوكولاتة مجوفة زادت بنسبة اثني عشر بالمائة في أكتوبر مقارنة بالعام السابق. المستهلك في ألمانيا – من المحتمل أن يفرك عينيه عند الخروج من السوبر ماركت.
أصبحت أزمة المناخ ملحوظة بشكل متزايد
ولكن هناك بلدان أخرى سوف تعاني حقا: البلدان المنتجة، وفي المقام الأول مزارعيها. إن تغير المناخ يترك بصماته، ولا يمكن حتى الآن تقدير مدى تأثيرها. وبالإضافة إلى ذلك، هناك ارتفاع في معدلات التضخم في جميع أنحاء المنطقة. ويؤدي كل شيء معا إلى أزمة في الإيرادات، مما قد يجعل من الصعب شراء الأسمدة والمبيدات الحشرية والاستعانة بمساعدين في المزارع، حتى في موسم الحصاد التالي.
ربما لن يتمكن العديد من المزارعين من الاحتفال بعيد ميلاد المسيح، وهو أحد أهم الأعياد المسيحية في ساحل العاج، دون أي قلق. “يجب على الأطفال الذهاب إلى المدرسة. ولكن إذا كان محصول الكاكاو سيئا، فكيف يمكننا إرسال أطفالنا إلى المدرسة؟” تشتكي مونيك كوفي أمينان، عضو تعاونية الكاكاو.