يعيش مهنيو بيع اللحوم بمدينة الدار البيضاء حالة من الترقب، في ظل استمرار ارتفاع أسعار اللحوم المحلية رغم الحديث عن دخول لحوم مستوردة إلى السوق المغربية. وبرغم الإعلان عن توزيع هذه اللحوم في مدن مغربية مثل طنجة، الرباط، وفاس، وبعض الأسواق الكبرى في الدار البيضاء. إلا أن الأسواق والمحلات المحلية في العاصمة الاقتصادية لم تشهد بعد أي تغييرات ملموسة.
تواصل أسعار اللحوم المحلية ثباتها في مستويات مرتفعة، حيث يباع لحم الغنم “الغنمي” بأسعار تتراوح بين 125 و130 درهما للكيلوغرام، وقد تصل في بعض الحالات إلى 140 درهما في الفواتير. أما لحم البقر “البكري”، فتتراوح أسعاره بين 100 و110 دراهم للكيلوغرام. هذه الأرقام دفعت المهنيين إلى التساؤل عن تأثير اللحوم المستوردة على السوق المحلية، خاصة أن الأثمان لم تسجل أي انخفاض منذ إعلان بدء استيراد اللحوم.
تردد المستهلكين حول اللحوم المستوردة
على صعيد آخر، يواجه المستهلكون لحوم الاستيراد بتحفظ كبير. أحد الجزارين في الدار البيضاء أشار إلى أن أغلب الزبائن يسألون بشكل مباشر عما إذا كانت اللحوم المتوفرة مستوردة أم محلية، معبرين عن تخوفهم من الجودة. وأضاف الجزار: “حتى إذا دخلت اللحوم المستوردة، فإنها لن تلقى إقبالا واسعا بسبب انعدام الثقة وجودة اللحوم المحلية التي يفضلها المستهلك المغربي.”
إقرأ أيضا: انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في الدار البيضاء مع وصول أولى الشحنات المستوردة
مهنيو القطاع عبروا عن رغبتهم في رؤية تغييرات فعلية تؤثر إيجابا على السوق. واعتبروا أن الحل الأمثل يكمن في استيراد الأبقار الحية عوض اللحوم المذبوحة، مشيرين إلى أن هذا الإجراء سيكون أكثر نفعا للمهن المرتبطة باللحوم، مثل الجزارين، والقطاع الفلاحي، وحتى النقل والخدمات المرتبطة.
الجزارون أوضحوا أن اللحوم المستوردة، خاصة إذا كانت مجمدة، تواجه رفضا واضحا من المواطنين. ويرى الكثيرون أن إدخال لحوم غير طازجة لن يحقق الهدف الأساسي من الاستيراد، وهو خفض الأسعار وضمان الجودة العالية.
في ظل غياب أي مؤشرات على انخفاض الأسعار في القريب العاجل، يتساءل المهنيون والمواطنون على حد سواء عن الجدوى الحقيقية من استيراد اللحوم ومدى تأثيرها على السوق المحلية. الجميع في انتظار خطوة ملموسة تعكس وعود الحكومة بتخفيف الأعباء المالية عن المواطنين وتحسين ظروف العمل في القطاع.