تسجل أسعار النفط تراجعا ملحوظا هذا الأسبوع، حيث شهدت هبوطا هو الأكبر منذ أكثر من عام. يأتي هذا الانخفاض في ظل تجدد مساعي الولايات المتحدة لإنهاء النزاع المستمر في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى انخفاض الطلب من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.
أغلقت أسعار النفط يوم الجمعة، حيث سجل خام “غرب تكساس” الوسيط انخفاضا بنسبة تتجاوز 2% ليستقر عند حوالي 69 دولارا للبرميل، بينما تراجع خام “برنت” ليبلغ نحو 73 دولارا. ويعكس هذا التراجع انحدارا أسبوعيا قدره 8.4% لخامي النفط، مما يجعلها الفترة الأكثر سوءا للمنتجين منذ أكتوبر 2023.
يعزى هذا الانخفاض إلى العديد من العوامل، بما في ذلك الأحداث الأخيرة في غزة، حيث أدت عملية اغتيال زعيم “حماس” يحيى السنوار إلى ضغط إضافي على الأسعار. فقد دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا إلى وقف إطلاق النار، في حين أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن العمليات العسكرية لم تكتمل بعد. هذا التوتر الإقليمي يساهم في حالة عدم اليقين في السوق النفطية.
كما أظهرت بيانات حديثة من الصين تراجع الطلب على النفط مقارنة بالعام الماضي، رغم بعض المؤشرات المبكرة على تحسن اقتصادها. ورغم تراجع الأسعار، لم تتمكن السوق من التعافي من الانخفاضات الكبيرة التي شهدتها يومي الاثنين والثلاثاء، إذ كان هناك تخفيف للمخاوف بشأن تعرض البنية التحتية للطاقة في إيران لأي هجمات انتقامية من قبل إسرائيل.
من جانب آخر، أفاد تقرير صدر يوم الخميس بأن مخزونات النفط الأمريكية انخفضت للأسبوع الرابع على التوالي، مما قد يحد من انخفاض الأسعار. لكن النظرة المستقبلية للقطاع ليست متفائلة، حيث توقعت وكالة الطاقة الدولية زيادة في العرض العالمي مما سيؤدي إلى فائض كبير في العام المقبل. كما قامت “منظمة الدول المصدرة للنفط” (أوبك) بتقليص توقعاتها لنمو الطلب على النفط للعامين الحالي والمقبل للشهر الثالث على التوالي.