شهدت الأسواق النفطية في آسيا صباح اليوم الاثنين موجة تراجع جديدة في أسعار النفط، متابعة خسائر الأسبوع الماضي التي تجاوزت 4 في المائة، في ظل عدة عوامل تؤثر على العرض والطلب العالمي. جاء هذا الانخفاض نتيجة لتصاعد التوترات التجارية بعد زيادة الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على شركائها التجاريين، بالإضافة إلى قرار منظمة أوبك رفع مستويات الإنتاج. وفي الوقت نفسه، تحفظ المستثمرون تحسبا لاتفاق محتمل بين واشنطن وموسكو حول وقف إطلاق النار في أوكرانيا، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.
سجلت العقود الآجلة لخام “برنت” انخفاضا بمقدار 52 سنتا، أي بنسبة 0.78 في المائة، لتصل إلى 66.07 دولارا للبرميل، بينما هبط خام “غرب تكساس” الوسيط الأمريكي بمقدار 58 سنتا إلى مستوى 63.30 دولارا.
الجدير بالذكر أن خام “برنت” قد فقد خلال الأسبوع المنتهي يوم الجمعة الماضي حوالي 4.4 في المائة من قيمته، فيما انخفض خام “غرب تكساس” بنسبة 5.1 في المائة، في مؤشرات واضحة على تقلبات الأسواق في مواجهة مستجدات السياسة والاقتصاد العالمي.
هل سيؤثر هذا التراجع على أسعار الوقود في المغرب؟
في ظل اعتماد المغرب على واردات النفط والمنتجات البترولية، يطرح هذا التراجع في أسعار النفط تساؤلات حول انعكاسه المباشر على أسعار الوقود في السوق المحلية. رغم أن أسعار النفط العالمية تلعب دورا رئيسيا في تحديد تكلفة المحروقات، إلا أن عوامل أخرى مثل الضرائب الحكومية، الرسوم الجمركية، وهوامش ربح الموزعين والمستوردين وتكاليف النقل تلعب دورا مؤثرا على السعر النهائي الذي يدفعه المستهلك.
المراقبون يؤكدون أن التخفيضات في أسعار النفط العالمية قد لا تنعكس فورا على السوق المحلية، حيث غالبا ما يتم تعديل أسعار الوقود وفقا لتقلبات السوق بشكل تدريجي، كما أن هناك عوامل داخلية قد تحد من انعكاس هذا الانخفاض بشكل كامل على المستهلك المغربي.
في الوقت نفسه، يتابع الرأي العام بترقب مستجدات الأسواق العالمية، خاصة مع احتمال حدوث تحولات جيوسياسية تؤثر على العرض والطلب، وهو ما قد يغير مسار الأسعار بشكل سريع ومفاجئ.