لم يكد سكان أحد الدواوير التابعة لإقليم الصويرة يستفيقون من صدمة فقدان رجل تعرض للدغة أفعى سامة قبل يومين، حتى باغتتهم فاجعة جديدة صباح السبت، بعدما لفظ ابنه أنفاسه الأخيرة متأثرا بالسم ذاته.
الطفل الذي لم يتجاوز سنواته الغضة تعرض هو الآخر لعضة قاتلة، في مشهد يختزل حجم المعاناة التي تكابدها الأسر القروية مع مخاطر الزواحف السامة التي تتكاثر في هذه الفصول الحارة. رحيل الأب والابن في ظرف وجيز ترك المنطقة غارقة في حزن عميق، وفتح الباب أمام موجة استنكار واسعة.
عدد من المتتبعين اعتبروا أن تكرار هذا النوع من المآسي يضع المنظومة الصحية أمام امتحان صعب،.. حيث ما تزال معضلة ندرة الأمصال المضادة لسموم الأفاعي والعقارب مطروحة بإلحاح. فالمصاب غالبا ما يجد نفسه في سباق مع الزمن، بينما المستشفيات المحلية تفتقر للتجهيزات الكافية لإنقاذ حياة الضحايا.
ولم يقتصر النقاش على الجانب الصحي فحسب،.. بل امتد إلى التحذير من الخطر المتنامي للزواحف السامة في القرى وحتى في بعض الأحياء الحضرية،.. وهو ما يستدعي تدخلات وقائية عاجلة، تشمل التوعية، وتكثيف عمليات المراقبة،.. فضلا عن تمكين المراكز الطبية من الوسائل الضرورية للعلاج الفوري.
هذه الواقعة الأليمة أعادت تسليط الضوء على قضية قديمة جديدة،.. مفادها أن حياة الأبرياء في المناطق الهامشية تبقى رهينة بمدى جاهزية مؤسسات الدولة وقدرتها على الاستجابة السريعة لمثل هذه الحوادث التي تتكرر كل صيف.