مع اقتراب العدّ التنازلي لكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2025، كشف المغرب عن خطوة لافتة تعكس طموحه في إنجاح هذا الحدث القاري، حيث أبرم صفقة تاريخية مع شركة يوتونغ الصينية لاقتناء 723 حافلة جديدة، في أكبر طلبية من نوعها على مستوى القارة الإفريقية. وستدخل هذه الحافلات حيز الخدمة انطلاقا من 21 دجنبر المقبل، لتأمين تنقل الفرق المشاركة وعشرات الآلاف من المشجعين.
وقد شهدت مقاطعة “خنان” الصينية الجمعة الماضية حفل تسليم أول دفعة من هذه الحافلات، بحضور وفد مغربي رفيع المستوى ومسؤولين من الشركة الصينية، وسط تغطية إعلامية موسعة اعتبرت فرصة لإبراز قوة الشراكة الصناعية واللوجستية بين البلدين. ورغم أن تفاصيل القيمة المالية للصفقة لم تكشف، إلا أن المراقبين وصفوها بأنها ذات أبعاد استراتيجية، تتجاوز الجانب التجاري إلى توطيد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية.
ويرى خبراء النقل أن المغرب يراهن من خلال هذه العملية على تحقيق هدفين رئيسيين: أولا، ضمان انسيابية حركة النقل أثناء البطولة القارية؛ وثانيا، تحديث بنيته التحتية للنقل الحضري على المدى الطويل. من جانبه، أكد أني شيلي، شريك “يوتونغ” بالمغرب، أن “هذا التعاون يتجاوز المعاملة التجارية البسيطة ليبني جسور الثقة ويفتح آفاقا جديدة بين بلدينا”، مشيرا إلى أن هذه الحافلات ستوفر خدمة آمنة وموثوقة خلال البطولة، وتبقى رصيدا دائما لتطوير التنقل في المدن الكبرى.
وستوزع الحافلات على مختلف المدن المستضيفة لمباريات البطولة، في إطار خطة أوسع تشمل تحديث المحطات الطرقية، وتعزيز الشبكة الحديدية، واعتماد خدمات رقمية حديثة في بيع التذاكر وتنظيم التنقلات. وتأتي هذه الصفقة لتؤكد الدور المتنامي للشركات الصينية في مشاريع النقل بإفريقيا، ولتجدد التزام المغرب بتقديم نسخة مميزة من البطولة، لا باعتبارها حدثا رياضيا فقط، بل كمنصة لإبراز مكانته الاقتصادية والدبلوماسية في القارة.