وسط أجواء عالمية مضطربة تتسم بالتوترات الجيوسياسية وتجزئة التجارة والتحولات التكنولوجية، أطلق المركز المالي للدار البيضاء (CFC) النسخة الأولى من منتدى الدار البيضاء للأعمال، بالشراكة مع صحيفة فاينانشال تايمز وبدعم من جهة الدار البيضاء-سطات. المنتدى، الذي حمل شعار “تمهيد الطريق للشركات الأفريقية للنمو في اقتصاد عالمي متغير”، جمع أكثر من 400 مشارك من القطاعات العامة والمالية والصناعية والتكنولوجية، ليشكل منصة فريدة للحوار الاستراتيجي والتعاون الدولي.
ويأتي المنتدى في وقت يسعى فيه المغرب إلى تعزيز مكانته كبوابة اقتصادية للقارة الإفريقية، مؤكدا أن التحديات الراهنة يمكن أن تتحول إلى فرص لإعادة التفكير في النماذج الاقتصادية التقليدية. ومن أبرز المحاور التي تم تناولها: الاقتصاد الأخضر وأسواق الكربون، حيث يتيح ظهور هذه الأسواق للأفريقيا الاستفادة من مواردها الطبيعية لتصبح لاعبا مؤثرا في الاقتصاد العالمي المستدام.
وقال سعيد الإبراهيمي، الرئيس التنفيذي للمركز المالي للدار البيضاء، في كلمته الافتتاحية: “هذا المنتدى دعوة للعمل”، مشددا على ضرورة تحويل الأفكار الطموحة إلى مبادرات ملموسة وبناء تحالفات جديدة لدعم نمو إفريقيا. وأضاف أن المنتدى لا يهدف فقط إلى التأمل والمناقشة، بل إلى خلق دينامية فعلية تترجم الاستراتيجيات إلى مشاريع واستثمارات.
ويتمتع المركز المالي للدار البيضاء بنظام بيئي ديناميكي يضم أكثر من 250 شركة عضوًا تمثل 25 دولة وتعمل في 50 سوقا أفريقية، ما يوفر أساسا متينا لتعزيز النمو الشامل والمرن، مدفوعا بالتمويل الأخضر والابتكار التكنولوجي والاستثمار الاستراتيجي. ومن خلال هذا المنتدى، يرسخ المغرب موقعه كمركز قاري رائد في التمويل المستدام والابتكار ودعم الشركات الأفريقية، مسلطًا الضوء على قدرته على تحويل التحديات إلى فرص للنمو والتحول الاقتصادي.