في تصريحات جديدة أثارت جدلا واسعا، أكد الأميرال الإسباني المتقاعد، خوان رودريغيز غارات، أن إنشاء جيش أوروبي موحد سيكون له دور حاسم في حماية مدينتي سبتة ومليلية في حال تعرضتا لتهديدات من المغرب. وأوضح غارات في مقابلة مع إذاعة “كوبي” الإسبانية، الجمعة الماضية، أن معاهدة الاتحاد الأوروبي لا تعترف بحدود جغرافية ثابتة، مشيرا إلى أن الهدف من هذه المعاهدة هو “الدفاع عن وحدة الأراضي الأوروبية بالكامل”.
وأضاف الأميرال المتقاعد أن أي تهديد قد يمس المدينتين المحتلتين يجب أن يقابل برد مشترك من كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يبرز أهمية تشكيل جيش أوروبي موحد. وأكد غارات أن هذا الجيش سيساهم بشكل كبير في تعزيز القدرة الدفاعية لإسبانيا وحماية الأراضي الأوروبية الجنوبية في مواجهة أي تهديد محتمل، وخاصة في ضوء تصاعد الاستعدادات العسكرية في المغرب.
كما شدد غارات على أن “المغرب، في ظل إعادة تسليحه وزيادة استعداداته العسكرية، قد يمثل تهديدا للأراضي الإسبانية في المستقبل”، معتبرا أن التوترات المستمرة في المنطقة تزيد من تعقيد الوضع الأمني في البحر الأبيض المتوسط.
إقرأ أيضا: “إلفارو” الإسبانية.. الهجرة والاقتصاد.. أساليب تجريبية لسيطرة المغرب على سبتة ومليلية
تجدر الإشارة إلى أن فكرة تشكيل جيش أوروبي موحد قد عادت إلى الواجهة في الآونة الأخيرة، خاصة في سياق جهود الاتحاد الأوروبي لتوحيد جهوده العسكرية لمواجهة روسيا وإنهاء الحرب في أوكرانيا. وكانت هذه الفكرة قد ظهرت لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث اقترحت فرنسا تشكيل جيش أوروبي يضم قوات من بلجيكا وإيطاليا ولوكسمبورج وهولندا وألمانيا الغربية، بهدف التصدي للتهديد السوفييتي دون الحاجة لإعادة تسليح ألمانيا الغربية.
وتعد تصريحات الأميرال الإسباني المتقاعد موضوعا حساسا في المغرب، حيث أثارت ردود فعل غاضبة بسبب مواقف غارات السابقة التي يعتبرها كثير من المغاربة “معادية” للمصالح المغربية، خصوصا في ما يتعلق بقضية سبتة ومليلية المحتلتين.