في خطوة وُصفت بأنها تحول استراتيجي في سياسة التعليم الأوروبية، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يوم الخميس 16 أكتوبر، عن مشروع جديد يحمل اسم “الميثاق من أجل المتوسط”، يتضمن خطة لدمج دول من المغرب العربي والشرق الأوسط في برنامج التبادل الجامعي الأوروبي “إيراسموس”.
الخطوة، التي تعد جزءا من رؤية أوروبية لتعزيز التعاون الأكاديمي عبر ضفتي المتوسط، تهدف إلى تسهيل حركة الطلبة والأساتذة بين الجامعات الأوروبية ونظيراتها في المنطقة، مع إمكانية تطوير دبلومات مشتركة وبرامج دراسية مزدوجة. وتشمل الدول المعنية: المغرب، الجزائر، تونس، مصر، الأردن، فلسطين، لبنان، ليبيا، سوريا وإسرائيل.
ورغم أن فرنسا، من جانبها، قررت حرمان الطلبة الأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي من دعم السكن الجامعي (APL) في ميزانية 2026، إلا أن المفوضية الأوروبية تسير في الاتجاه المعاكس، عبر فتح مزيد من الفرص التعليمية أمام الشباب المغاربيين والعرب.
المفوضة الأوروبية المكلفة بالبحر الأبيض المتوسط، دوبرافكا سويكا، أوضحت أن الهدف من هذا الميثاق هو “ربط الشباب وبناء جامعة متوسطية متعددة الحرم الجامعي”. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يسعى من خلال مبادرة “إيراسموس بلس” و”هورايزون أوروبا” إلى خلق جيل من الطلبة المتوسطيين القادرين على الابتكار والتواصل بين الثقافات.
وأكدت سويكا أيضا أن الاتحاد الأوروبي سيعمل على تعزيز شراكاته مع المغرب وتونس ومصر، من خلال تسهيل إجراءات التأشيرات وتطوير برامج لاجتذاب الكفاءات الشابة، معتبرة أن الهجرة لم تعد مجرد تحد، بل فرصة لبناء مسارات قانونية وتنموية مشتركة تخدم مصالح الطرفين.
هذه المبادرة تفتح أمام الطلبة المغاربة آفاقا واعدة في مجال التبادل الأكاديمي الدولي والبحث العلمي، وتمنحهم فرصة الانفتاح على جامعات أوروبا الكبرى واكتساب مهارات جديدة تؤهلهم للمنافسة في سوق الشغل العالمي.
ويبدو أن الاتحاد الأوروبي يرغب، من خلال “الميثاق من أجل المتوسط”، في الانتقال من منطق المساعدات إلى منطق الشراكات التعليمية المنتجة، حيث يصبح التعليم وسيلة لبناء السلام والتنمية المستدامة في المنطقة.


